خدمة السماء على الأرض - مصر:
التعريف بالخدمة والمفردات الروحية
خدمة السماء على الأرض هي خدمة روحية تعليمية ذات طابع تعبدي نبوي، تهدف إلى خدمة المسيحيين بكافة طوائفهم، وتقوم على مركزية كلمة الله والتعليم الكتابي في الحياة الروحية، وتركز على بناء المؤمنين بالرب يسوع في الحق الإلهي وإعداد عروس المسيح في هذه الأيام الأخيرة لأجل مجيء عريسنا وحبيب قلوبنا الرب يسوع.
عنوان الخدمة – “السماء على الأرض” – مأخوذ من كلمات الكتاب المقدس في سفر التثنية: «فَضَعُوا كَلِمَاتِي هذِهِ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ، وَارْبُطُوهَا عَلاَمَةً عَلَى أَيْدِيكُمْ، وَلْتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عُيُونِكُمْ، وَعَلِّمُوهَا أَوْلاَدَكُمْ، مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُونَ، وَحِينَ تَقُومُونَ. وَاكْتُبْهَا عَلَى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلَى أَبْوَابِكَ، لِكَيْ تَكْثُرَ أَيَّامُكَ وَأَيَّامُ أَوْلاَدِكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا، كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلَى الأَرْضِ.. (تث ۱۱: ۱۸ – ۲۱). إذ نؤمن أن أيام السماء على الأرض هي مشيئة الرب لأبنائه وبناته. مشيئته أن نحيا هنا على الأرض كل ما يذخره لأجلنا في السماء – كما في السماء كذلك على الأرض – مشيئة الرب أن نختبر الاسترداد في كل جوانب حياتنا، ونحيا ميراث الفداء الذي أطلقه لنا المسيح يسوع في الروح، بتجسده وموته وقيامته وصعوده وجلوسه وإرساله للروح القدس. ونؤمن أن الاقتراب من كلمة الله والخضوع لسلطان الروح القدس – الذي يُمكننا ان نحيا وصايا كلمة الله وننال مواعيدها – ليتصور المسيح فينا، هو السبيل إلى التمتُع بأيام السماء على الأرض.
الأساسات التعليمية لخدمة السماء على الأرض تقوم على – وتجد جذورها في – الحق الإلهي الكامل المُعلَن في أسفار الكتاب المقدس الستة والستين الموحى بها بالروح القدس، إذ نؤمن أن “كُلُّ ٱلْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ ٱللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَٱلتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي فِي ٱلْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ ٱللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ.” ۲ تي٣: ١٦، ١٧
كما تستند الأساسات التعليمية لخدمة السماء على الأرض على عدة تفسيرات لاهوتية كلاسيكية، تتلاقى معًا ولا تتنافر، والتي يمكن تلخيصها في: تفسيرات لاهوتية مبنية على تعليم آباء الكنيسة في القرون الستة الأولى وخاصة آباء الشرق، وعلى التعليم اللاهوتي الوسلي في القرن الثامن عشر وتعاليم القداسة في القرن التاسع عشر، بجانب التعاليم الخمسينية الكلاسيكية التي ظهرت مع ظهور الحركات الخمسينية مع بدايات القرن العشرين.
ننظر، كأعضاء ومؤسسون لخدمة السماء على الأرض، لخدمتنا على أنها أداة في يد الرب لإعداد المؤمنين للحياة بتكريس حقيقي للرب، كعذارى حكيمات، ممتلئة أوانينا بزيت الروح القدس والفرح الحقيقي منتظرين العريس وصارخين بكل قوة في هذا الزمن “هوذا العريس آت”. كما نرى التعليم والخدمة والتلمذة ورعاية النفوس التي استأمنا عليها الرب كبوق في يد الروح القدس صوته يدوي لإيقاظ مؤمنين من سُباتهم في هذه الأيام الأخيرة، ويرتفع صوت هذا البوق بنغمة مدوية تعلن عن حب الرب للنفوس وشوق الروح القدس أن يملأ كنيسة الرب ويشعلنا لحصاد الأيام الأخيرة.. كما نؤمن أن دعوتنا للخدمة في هذا الزمن مرتبطة ارتباط عظيم بمسحة إعداد العروس، والوقوف لأجل إعلان النعمة والحق في يسوع المسيح، من خلال إعلان التعليم الكتابي واللاهوتي المُنضبِط الذي يقود إلى حياة القداسة والشفاء والمجد واستعلان العريس في كنيسته، وانتظار مجيئه الثاني الوشيك لتأسيس مُلكه على الأرض.
نثق أن مشيئة العريس – الرب يسوع المسيح له المجد – هي رؤية عروسه صحيحة مُبتهجَة مَشفِية مُنطلِقَة واثقة، ونؤمن أن الروح القدس يشتاق لقيادتنا في أدق التفاصيل نحو هذه الحياة المُشبعة بالحضور الإلهي المُعلَن، متيقنين أننا دعينا لحياة التقديس والكمال المسيحي التي تذهب من مجد إلى مجد ومن قوة إلى قوة وتنطلق بإيمان لإيمان، مُدركين إدراك واعي اشتياق الروح أن يُجمِل عروس المسيح بمواهبه وثماره. ونؤمن أن مواهب الروح القدس هي للكنيسة في كل عصورها إلى مجيء الرب الثاني، ونُقر باتضاع عميق أن الكنيسة في احتياج لمواهب الروح القدس لإتمام إرساليتها، وأنه لا يمكن إتمام الدعوة والقصد والإرسالية إلا من خلال مواهب الروح الفوق طبيعية الفاعلة والفائضة في كنيسة الأيام الأخيرة، هذا يحفظنا مُعتمدين على شخص الروح القدس وخاضعين لإرشاده بشكل مُطلق لقيادتنا لإتمام دعوة الرب لنا.
نثق أن المعركة الروحية ضد إبليس وجنوده قد حسمها الرب لأجلنا في الصليب والقيامة، لذا نحيا بإيمان أننا منتصرين وأن الرب يقودنا في موكب نصرته في كل حين، مُدركين دورنا في أن نمد أيادينا ونحيا مجتهدين لاستلام هذه النصرة واستعلانها في حياتنا بشكل شخصي وجماعي، متيقنين أننا نحتاج حكمة خاصة لأجل معارك الأيام الأخيرة ومسحة خاصة لأجل صلوات فاعلة في تحرير وإطلاق النفوس من كل سجون العدو.
نحترم ونوقر الوظائف الكنسية الخمسة المُعلنة في العهد الجديد. ونؤمن بقوة الإعلان النبوي ونُثمِن دور النبوة في كنيسة العهد الجديد مُدركين التمايز والاختلاف بين دور النبي في العهدين القديم والجديد، خاصة في إطار الامتياز المُعطَى في العهد الجديد لكل عضو في الكنيسة – الصغير والكبير – لسماع صوت الله، وأيضًا في إطار استعلان وتسيُد قوة النعمة الإلهية في العهد الجديد في تصحيح المسارات الخاطئة واسترداد النفوس البعيدة عن المقاصد الإلهية، إذ ندرك أن النعمة الإلهية هي النيران التي تُشعل التكليف النبوي في العهد الجديد لإطلاق كلمات وأفعال وموسيقى وصمت وصلوات نبوية لاسترداد النفوس ولرسم خرائط الزمن في حياة الأفراد والعائلات بحسب التوقيتات الإلهية. أما فيما يخص الدوائر العامة (الأمم والشعوب) نؤمن أن أحد مفردات التكليف النبوي في العهد الجديد هو الاتفاق التام مع الخريطة النبوية للأزمنة الأخيرة المُعلنَة في الكتاب المقدس بعهديه بكل ما فيها من تفصيلات.
نحترم ونوقر الأنماط التعبدية والتسبيحية المتنوعة، وكخدمة لها بُعد تعبُدي نستخدم مئات وآلاف الترانيم التي طالما غنتها وتغنيها الكنيسة؛ والمكتوبة والمُلحنة بمسحة الروح القدس في توافق مع الحق المُعلن في كلمة الله، سواء القديمة الكلاسيكية أو المعاصرة، الشرقية والغربية، جنبًا إلى جنب، مُدركين أن الكتاب المقدس يدعونا أن نغني للرب بفهم وأن نغني أمام الرب بترانيم ممتلئة من الحق والإعلان الكتابي. لذا، لا نُعلِي نمط ما من العبادة والتسبيح فوق نمط آخر (تتساوى في هذا الأنماط الكلاسيكية مع المُعاصرة، والشرقية مع الغربية، والإيقاعات الهادئة مع السريعة – كلٌ بحسب قيادة الروح القدس) ونرى أن استقامة القلب المُغطى بدم الرب ومسحته هي قناة العبادة والتسبيح الصحيحة، وليس النمط التعبدي التسبيحي في حد ذاته (مع مراعاة تمييز التوقيت الروحي في اختيار الأنماط التعبدية واختيار ما نُسبح به ونرنمه بحسب النغمة المَسمُوعة في أرواحنا بالروح القدس). الروح القدس هو الذي يُحيي الكلمات المُرنمَة باتضاع وحب حقيقي للرب ويصنع منها دائمًا أغنية جديدة تُلذ قلب العريس.
ندرك أن العبادة هي الوسط الرئيسي الذي ينبغي أن يُطلَق فيه التعليم ببعديه الكتابي واللاهوتي بقوة الحياة الإلهية. إذ لا يمكن أن تقوم الحياة المسيحية الروحية الحقيقية على تعليم جاف، ليس فيه حياة وغير مُغطى بالمسحة. لذا، فإننا، في خدمة السماء على الأرض، نضع أوقات العبادة والتسبيح للرب والهتاف أمامه في مركز دعوتنا التعليمية، ولذا أيضًا، نقضي أوقات طويلة أمام الرب في العبادة والتسبيح ونُكرس اجتماعات كاملة لأجل هذا الغرض.
ننظر إلى العبادة والنبوة والتعليم اللاهوتي والكتابي كجوانب مترابطة بشدة، إذ يريد الروح القدس أن يُطلق عبادة حرة – مُتفِقة مع المنطق الإلهي – من عروس المسيح الحقيقية في هذه الأيام الأخيرة، عبادة نرى فيها وجه الملك ونسمع صوته بوضوح فنمتليء بأمواج النبوة وتمتليء أذاننا وقلوبنا برسائل العريس السماوي لعروسه في هذه الأيام الأخيرة. ندرك أيضًا مشيئة الروح القدس – في هذا الزمن الأخير – أن تزداد المعرفة الروحية، ويضيئ التعليم المستقيم، بشكل مميز في كنيسة المسيح. لذا، نحن ممتلئون بالإصرار أن نحيا بنعمة الرب ممتلئين بروحه لنعبده، ونتعلم منه، ونُعَلِم عنه – لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ.
نؤمن أن الرب دعانا لنحيا حياة التلمذة ولنُتلمذ آخرين ليصيروا تلاميذ للرب يسوع المعلم الأعظم. ندرك أن التلمذة للرب لابد أن تكون مغمورة في حياة شركة عميقة بين المؤمنين. التلمذة الحقيقية مرتبطة بتدفق عصارة الكرمة في الأغصان، والأغصان (نحن) مترابطة معًا في شركة عميقة (كينونيا) ووحدة قائمة على سريان تيار الروح القدس فينا. ندرك أن الوحدة الحقيقية في جسد الرب لا تصنع بأيادينا ومجهوداتنا، لكنها تُكتشف ونفرح بها عندما يسري فينا تيار الروح القدس وتنساب عصارة الكرمة. ندرك أن الوحدة الحقيقية في جسد المسيح قائمة على اتحادنا بالمسيح وخضوعنا لقيادة روحه القدوس. هو يجمعنا إلى واحد. نؤمن أن المجد – حضور الرب المُعلَن في وسط كنيسته – مُعطى لنا من الرب يسوع لأجل إتمام وحدتنا الكيانية. “وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.” (يو۱۷: ۲۲). لقراءة المزيد عن هويتنا كتلاميذ وأغصان في الكرمة، اتبع الرابط إلى مقال “هويتنا كتلاميذ وأغصان في الكرمة” بقلم د. ثروت ماهر.
نؤمن أن ترتيب وضبط مفردات حياة التلمذة المَغمُورة في الشركة العميقة بين المؤمنين – والتي تُنتِج بطبيعتها خدمة روحية حقيقية – هي أحد أولويات الروح القدس، ومن أغلى أحلامه للكنيسة. المسيح هو “البانطوكراتور/ الضابط الكل/ القادر على كل شيء (رؤ ۱: ۸)”. نثق في ترتيب الرب ونخضع لقيادته لأجل استعلان الترتيب الروحي الذي بحسب النموذج الإلهي. ونحيا في حالة انتظار ديناميكي دائم لاستلام تفاصيل حياتنا وخدمتنا من يد الرب بالروح القدس. ندرك أن استعلان المسيح البانطوكراتور هو أمر مركزي جدًا لنختبر أيام السماء على الأرض. فهو – المسيح وحده – الذي فيه ينجمع ما في السماوات وما على الأرض (أف ۱: ۱۰)، واستعلانه في وسطنا كالضابط الكل هو ما يُمكننا من أن نحيا ونختبر عربونيًا هذا الانجماع. لقراءة المزيد حول المسيح البانطوكراتور، اتبع الرابط إلى المقال القصير “البانطوكراتور” بقلم د. ثروت ماهر.
إنطلاقًا من هذا الوعي ومن هذه الرؤية، فإن فريق خدمة السماء على الأرض يتحرك في خدمة الرب خدمة مؤيدة بالآيات والعجائب، لتسبيح وعبادة الرب عبادة نبوية وتعليم شعب الرب تعليمًا روحيًا ولاهوتيًا بحسب كلمة الله. للخدمة اجتماع عام أسبوعي بكنيسة المثال المسيحي بشبرا، بالإضافة إلى المؤتمرات العامة والاجتماعات الخاصة بالفريق ومجموعات التلمذة والبناء الروحي. صلاتنا أن نتحرك دائمًا – فقط – فيما يُشبع قلب الرب وما يرتبه لنا الروح القدس بحسب القياس الذي يحدده لنا الرب.
أسس فريق خدمة السماء على الأرض د. ثروت ماهر وزوجته الأخت جاكلين عادل في سبتمبر عام ۲۰۱٦. د. ثروت ماهر هو رجل نهضات وخادم متفرغ للوعظ والتعليم والكتابة والبحث اللاهوتي. حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة الزقازيق، ثم بكالوريوس الدراسات اللاهوتية بامتياز من كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، ثم درجة ماجستير اللاهوت بامتياز من الكلية نفسها. وبعد ستة سنوات من الدراسة بجامعة ريجينت بولاية فرجينيا، حصل د. ثروت ماهر على درجة الدكتوراة بامتياز في اللاهوت والتاريخ (PhD) من جامعة ريجينت في مارس ۲۰۱۹.
يعظ د. ثروت ماهر ويعلم في العديد من الكنائس والخدمات من مختلف الطوائف والاتجاهات، كما يقوم بتدريس العديد من المواد اللاهوتية في كليات اللاهوت المختلفة، ويشغل منصب العميد الأكاديمي بكلية لاهوت الإيمان الوسلية بمصر، وهو عضو بلجنة اعتماد كليات اللاهوت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. الأخ ثروت وزوجته الأخت جاكلين يتشاركان في خدمة الرب معًا، ويعيشان في القاهرة، مصر.
للاطلاع على تاريخ د. ثروت ماهر الأكاديمي، والكورسات التي يقدمها في كليات اللاهوت، وما نُشِر له من مؤلفات أكاديمية باللغة الإنجليزية، اتبع الرابط الآتي:
http://HeavenUponEarth.com/?page_id=2484
بالإضافة لأفراد فريق الخدمة المتعددين الذين يخدمون الرب في الخدمات المتنوعة في خدمة السماء على الأرض، باركنا الرب أيضًا بخدام متفرغين خلال الأعوام الماضية. باركنا الرب بتفرغ الأخ مايكل عدلي لخدمة الصلاة والرعاية في يوليو ٢٠١٩ (full-time)، وبتفرغ الأخ مينا ميلاد، والأخت لوله شفيق في يوليو ٢٠٢١، والأخت إنچي أيمن زوجة الأخ مينا ميلاد في يوليو ٢٠٢٢ (part-time).