“وكان بعد موت موسى عبد الرب أن الرب كلم يشوع بن نون خادم موسى قائلا: موسى عبدي قد مات. فالآن قم اعبر هذا الأردن أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لهم أي لبني إسرائيل. كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته، كما كلمت موسى، من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات، جميع أرض الحثيين، وإلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس يكون تخمكم. لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك، تشدد وتشجع ، لأنك أنت تقسم لهذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أعطيهم. إنما كن متشددا، وتشجع جدا لكي تتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي لا تمل عنها يمينًا ولا شمالاً لكي تفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً، لكي تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه. لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح“.. (يش١׃ ١- ٨)
بهذه الكلمات الثمينة أوصى الرب خادمه يشوع قبل البدء في دخول الأرض وامتلاكها بأيام قليلة… بماذا أوصاه؟!… أوصاه بكلمته.. “لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك..بل تلهج فيه نهارًا وليلاً “… ولماذا أوصاه بأن يحفظ الكلمة ويلهج بها؟! لأن يشوع والشعب كان مقبلاً على الامتلاك.. فبداية امتلاك الأرض كان على بعد خطوات قليلة منهم.. والامتلاك دائمًا يأتي بواسطة الكلمة.. كلمة الله… والكلمة دائمًا تدخلنا إلى الامتلاك.. فكل عمق جديد في الكلمة، يأتي بإيمان جديد.. وكل إيمان جديد، يأتي بامتلاك جديد!!.. .. إعلانات الكلمة تخلق إيمانًا جديدًا.. فالإيمان بالخبر، والخبر بكلمة الله (رو١٠׃ ١٧)… والإيمان يمتلك الوعود.. “الذين بالإيمان… نالوا مواعيد” (عب١١׃ ٣٢).. الكلمة هي بذار الإيمان، والإيمان هو طريق الامتلاك..
لذا جاءت وصية الرب لتحُث يشوع بكلمات واضحة أن يقترب إلى الكلمة بكل قوته.. فقد كان يشوع مقبلاً على زمن امتلاك جديد.. وهكذا أنا وأنت عزيزي القاريء.. كل زمن امتلاك جديد في حياة كل منا، غالبًا ما يسبقه زمن إعلانات جديدة من كلمة الله.. كلمة الله هي الطريق المضمون ليَنبُت إيمان الامتلاك في قلوبنا.. وعندما يفتح الله عيوننا على أعماق جديدة من كلمته.. عندئذ تتجرأ قلوبنا بالروح القدس لندخل إلى أراضي جديدة ونمتلكها بالإيمان..
لذلك عزيزي، إذا كان امتلاك الأراضي الجديدة، أي وعود الله، معطلاً في حياتك.. اذهب لكلمة الله.. اقض معها وقتًا.. اسمح للرب أن ينقي قلبك من أي خطايا أو عناد أو لامبالاة.. فالقلب النقي، التائب عن الخطية، المُغطى بدم الرب يسوع.. هو القلب الذي تُثمر فيه الكلمة إيمان للامتلاك..
الكلمة بذرة تحمل حياة الإيمان، وإيمان للحياة.. من الطبيعي أن تنتج كلمة الله إيمانًا في القلب يصلح للامتلاك.. لكن وجود خطية غير مُعترف بها، بالتأكيد يعوق الإيمان من أن يولَد في القلب.. الاستسلام للخطية، عدم الخضوع لقيادة الرب (حتى في الأمور الصغيرة)، أو عدم الجدية في استقبال كلمة الله كلها أمور تعوق نمو الإيمان في القلب.
ولكن على العكس، القلب المُغطَى بدم يسوع، الواثق في بر يسوع، الغير مُستسلِم للخطية، والغير مُتصالح معها، الجاد في استقبال كلمة الله.. هذا القلب تثمر فيه كلمة الله، بسهولة وبقوة، إيمانًا حقيقيًا لامتلاك المواعيد والأراضي الجديدة.. عزيزي، الحقيقة الأكيدة، أنه لا توجد بركة من بركات الرب، لا تستطيع بذار كلمة الله أن تخلق لها إيمانًا في قلوبنا… كلمة الله هي وحدها البذار القادرة بالروح القدس أن تنتج إيمانًا يمتلك جميع بركات الله.. عزيزي القاريء، هذه حقيقة ثمينة جدًا.. وفي السطور القليلة الباقية من هذا المقال، سأضع أمامك بعض شواهد من كلمة الله، تجعل هذه الحقيقة، تضيء أمامك أكثر وأكثر…
الكلمة ونقاء القلب، ومعاينة الله:
كلمة الله تنقي قلوبنا، فتمكنا من معاينة الله، أي الاتحاد به:
- أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به. (يو١٥׃ ٣)
- طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله. (مت٥׃ ٨)
الكلمة والشفاء:
كلمة الله تدخلنا إلى امتلاك الشفاء النفسي والجسدي:
- أرسل كلمته فشفاهم، ونجاهم من تهلكاتهم (مز١٠٧׃ ٢٠)
- يا ابني أصغ إلى كلامي، أمل أذنك إلى أقوالي. لا تبرح عن عينيك، أحفظها في وسط قلبك. لأنها هي حياة للذين يجدونها، ودواء لكل الجسد. (أم٤׃ ٢٠- ٢٢)
نعم دواء لكل الجسد.. هلليلويا.. كم أحب هذه الكلمات التي كتبها الروح القدس..
الكلمة والحرية:
كلمة الله هي مفتاح الحرية:
- وتعرفون الحق والحق يحرركم. (يو٨׃ ٣٢)
- ثبت خطواتي في كلمتك، ولا يتسلط عليّ إثم. (مز١١٩׃ ١٣٤)
الكلمة والنجاح:
كلمة الله تحمل جينات النجاح:
طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار… لكن في ناموس الرب مسرته، في ناموسه يلهج نهارًا وليلاً. فيكون كشجرة مغروسة عند مجاري المياه. تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل. وكل ما يصنعه ينجح. (مز١)
الكلمة والفرح:
بطريق شهاداتك فرحت، كما على كل الغنى. بوصاياك ألهج وألاحظ سبلك. بفرائضك أتلذذ، لا أنسى كلامك. (مز١١٩׃ ١٤- ١٦)
الكلمة وسني حياة كاملة محفوظة في الحماية الإلهية:
- يا ابني، لا تنسى شريعتي، بل ليحفظ قلبك وصاياي. فإنها تزيدك طول أيام، وسني حياة وسلامة. (أم٣׃ ١- ٢)
- اسمع يا ابني واقبل أقوالي، فتكثر سنو حياتك. (أم٤׃١٠)..
أبي السماوي.. أصلي لأجل عمق جديد في كلمتك.. أجدها أحلى من العسل، فآكلها… تثمر فيّ معرفة عميقة لشخصك واتحاد حقيقي بمشيئتك… يا روح الله تعال بإعلانات جديدة من كلمتك.. اهمس بكلمات يسوع في قلبي. لتحيطني بأجواء الكلمة.. الحق.. لتخلق الكلمة إيمان جديد في داخلي.. لامتلاكات واسعة.. ليأت ملكوتك.. لتنتج كلمتك المكتوبة حس نبوي نقي.. خدمة نبوية.. جيل نبوي يخبر بقرب مجيئك.. لتثمر كلمتك شفاء.. حرية.. نجاح.. خدمة وثمر وفير.. ليهطل كالمطر تعليمك، ويقطر كالندى كلامك (تث٣٢׃ ٢).. فيأتي بارتواء جديد وشبع جديد لأراضي حياتي.. في اسم إبنك يسوع..
آمــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن….
فكرتين عن“الكلمــة والامتـلاك”
د/ ثروث
ياريت هذه المقالات الثمينه والمفيده جداااا تكتب في كتب للاستفاده أكثر …
اصلي لهذا الأمر
وشكرا لحضرتك
نعمه فوق نعمه ودائما في الارتفاع والمجد بنعمه وحمايه دم الرب يسوع عليكم
آمين في اسم الرب يسوع