الشواهد الكتابية الأساسية:
- ترنيمة جديدة: مز٤٠׃٦ ، ٩٦׃١ ٬ ٩٨׃١ ٬ ١٤٤׃١ ٬ ١٤٩׃١ ، رؤ ٥׃٩ ٬ ١٤׃٣
- أغنية جديدة: مز ٣٣׃٣ ٬ إش ٤٢׃١٠
الشواهد الكتابية المُساعدة:
- مز ٤٥׃١، خر ١٥׃١- ٢١ ترنيمة موسى ومريم ، قض ٥: ١- ٣١ ترنيمة دبورة
مقدمة عن الترنيمة الجديدة:
الترنيمة الجديدة أو الأغنية الجديدة هي لحن، أو لحن مع كلمات، أو همهمة موسيقية (Humming) يضعها الروح القدس بداخلنا بدون إعداد مُسبَق، لنُسبح بها الرب، أو ليُعلن بها الروح القدس لأرواحنا عن إعلان جديد، ولينقلنا لمنطقة روحية جديدة من العبادة أو الامتلاك. يوصينا الكتاب أن نرنم ترنيمة جديدة، وهي مثل أي وصية كتابية، لا يمكننا أن نحياها إلا عندما تعمل النعمة فينا بقوة الروح القدس.
الترنيمة الجديدة قد نتذكرها بعد أوقات العبادة والصلاة، ويستخدمها الرب كترنيمة أو كأساس لترنيمة تُعرَف فيما بعد ويرنمها الناس. ولكن أيضًا قد يعطي الروح لنا ترنيمة جديدة في وقت صلاة أو عبادة وبعد ذلك لا نعود نتذكرها، فتكون الترنيمة الجديدة هنا بمثابة ذبيحة جاءت عليها نار الروح فأكلتها، وأشعلتنا باشتعالها، ولا يبق منها إلا الإعلان الذي صاحبها. لذا فبالتأكيد ليست كل ترنيمة جديدة يعطيها الروح في أوقات العبادة أو الصلاة الشفاعية ستُستخدم في الاجتماعات العامة فيما بعد. الترنيمة الجديدة التي سنتذكرها ونرنمها فيما بعد يمكننا أن نطلق عليها (راية)، بينما الترنيمة الجديدة التي لن نتذكرها فيما بعد يمكننا أن نطلق عليها (ذبيحة). والراية والذبيحة كلتاهما ترنيمتان جديدتان تنقلا الواقع الروحي للتسبيح والإعلان والامتلاك في حياتنا.
في مرات كثيرة عندما نعبر بأوقات يعطي الرب فيها ترنيمات جديدة بكثافة، يكون هذا مؤشرًا لتغيير الأزمنة والمواسم الروحية في حياتنا… وإذا كانت هذه الترنيمات الجديدة من النوعية التي تبقى وتُحفَظ (رايات)، يُمكن أن يستخدمها الرب فيما بعد أيضًا في تغيير أزمنة روحية ومواسم لكنائس واجتماعات.
الترنيمة الجديدة والحضور الإلهي المُعلن:
الحضور الإلهي المُعلن هو الوسط الطبيعي للترنيمة الجديدة، ولتعريف الحضور الإلهي المُعلَن، أُذَكِر القاريء بكلمات كتبتها في مقال “زمان حضورك”:
… قد تتساءل عزيزي وأنت تقرأ هذه الكلمات وتقول ما معنى حضور الرب؟! أليس الرب حاضر في كل مكان؟!! ما معنى أن يأتي بحضوره ويملأ غرفتي أو سيارتي أو الاجتماع الذي أحضر فيه؟! أليس هو حاضر وموجود بالفعل في كل مكان؟! نعم عزيزي.. بالطبع الله حاضر وموجود في كل مكان، فهو كلي الحضور!! يقول عن نفسه: “أما أملأ أنا السموات والأرض يقول الرب..” (إر٢٣׃ ٢٤)… نعم هو يملأ السموات والأرض!! وهو موجود في كل مكان وفي كل زمان.. هو الإله “الذي يملأ الكل في الكل” (أف١׃ ٢٣)… ولكن ما أحدثك عنه عزيزي في هذا المقال ليس الحضور الكلي للرب!! لكن ما أحدثك عنه هو الحضور المُعلَن للرب، أو “الحضور الخاص” كما يسميه بعض الدارسين.. إنه اختيار الله، هذا الإله كلي الحضور، أن يعلن عن نفسه بوضوح وبقوة في زمان ومكان محددين!! اختيار الله أن يُستعلن لنا بشخصه.. فنشعره بقلوبنا قريبًا جدًا منا… في وسطنا.. يملأ المكان بروحه.. فنصرخ مع إشعياء “إن أذياله تملأ الهيكل”. (من مقال زمان حضورك بقلم الأخ ثروت ماهر) (راجع:/http://www.HeavenUponEarth.com/link)
عندما أوجد في الحضور المُعلَن للرب، ينعكس مجده على كل كياني.. وتنساب الترنيمة الجديدة كانعكاس طبيعي لمجد الرب.. الملائكة يرنمون لأنهم دائمًا في حضور الرب المُعلن… “قدوس قدوس قدوس” هي ترنيمة جديدة لأن الإعلان الروحي الذي وراءها هو إعلان طازج!! فالترنيمة الجديدة ليست مجرد صف كلمات لم تُستخدم من قبل، إنما الترنيمة الجديدة هي إعلان جديد في المقام الأول!! قد يخرج هذا الإعلان في شكل كلمات جديدة وغير مُعتادة.. وقد يخرج في شكل لحن أو همهمة، كما أشرنا قبلاً.. لكنه أيضًا قد يخرج في شكل كلمات وتراكيب لغوية معتادة واستُخدِمت قبل ذلك، لكنها تخرج بإعلان جديد فتُعَبِر عن الترنيمة الجديدة..
الترنيمة الجديدة والمقابلات الإلهية:
يريد الرب أن يقابلنا مقابلات إلهية… يريد أن يجعلنا نختبر السماء المفتوحة 24 ساعة في كل يوم.. لقد مات ليشق الحجاب، وأصبح لنا الحق في الحياة تحت سماء مفتوحة بصورة مستمرة!!… الحياة تحت سماء مفتوحة هي حياة تمتليء بالمقابلات الإلهية.. يبتكر الروح القدس طرق جديدة لتكون مفاتيح لمقابلاته مع كل واحد فينا… نعم يبتكر!! فهو مشغول بأن يقابلنا!! لذا في مرات يأتي لنا من خلال فكرة يضعها في أذهاننا.. مرات يأتي من خلال مشاعر يضعها في قلوبنا.. مرات يكلمنا من خلال الآخرين أو من خلال الأحداث.. ومرات يضع بداخلنا كلمات أو ألحان لنُدَندِن بها (ترنيمة جديدة) فيخلق من خلالها مقابلة إلهية حية مع أرواحنا.. وهذه هي الترنيمة الجديدة كمدخل للمقابلات الإلهية!!.. الروح مشغول دائمًا ليلفت انتباهنا إلى أنه يريد أن يتقابل معنا.. ألا تستيقظ في مرات صباحًا، لتجد آية ترن بداخلك، أو جزء من آية، أو جزء من ترنيمة؟!! وتسأل نفسك ما هذا؟؟ أو لماذا أتذكر هذه الآية أو الترنيمة الآن؟!! إنه الروح.. الذي يغرس بداخلك وأنت نائم مفاتيح ليتقابل معك في بداية اليوم.. فيصير اليوم ممتلكًا للرب بالكامل!! الترنيمة الجديدة يمكن أن تكون مدخلاً لمقابلات إلهية في مستوى أعلى من المستوى الذي اعتدت عليه!! ويمكن أن تكون مفتاحًا ليهيمن الرب على يومك من أوله إلى آخره!!
(للمزيد عن المقابلات الإلهية – راجع: /http://www.HeavenUponEarth.com/link)
الترنيمة الجديدة والقداسة وختان الحواس:
آنية الهيكل لا تُستَخدم إلا في الهيكل.. هي قدسًا للرب!!… المسبحون والمرنمون والعازفون بل وكل مَن يريد أن يكون إناءًا صالحًا يستخدمه الرب بالحق في خدمة حقيقية لا ينبغي أن يكون مُتاحًا لأن يمتلئ بأي روح آخر غير روح الرب.. لا يمكن أن يعطي الشخص ذاته لأغنية أخرى غير أغاني الرب، ويصير متناغمًا مع موجة أخرى غير موجة الروح، ويتوقع أن يمتليء بأغنية الرب الجديدة بعد ذلك!! هذا خداع للنفس!!.. إعطاء الذات هو الاندماج الوجداني والشبع الروحي مع ومن الأغنية.. إذا أشبعت نفسي بأغاني وألحان العالم، لا يستطيع الروح أن يملأني!! فكيف يملأ إناءًا ممتلئًا؟!! وإذا كنت أفرح وأحتفل بطريقة أهل العالم، كيف أنتظر أن يملأني الروح بفرحة؟!!.. ختان الحواس هو أن تصير حواسي للرب.. وللرب فقط.. أذناي للرب، لا تتلذذ بسماع موسيقى العالم.. شفتاي للرب، لا تتلذذ بأغاني العالم!!… أصابعي التي تعزف، ومواهبي، والآلة الموسيقية التي أعطاها الرب لي هي للرب، الكل له.. للرب ملك وسيد حياتي.. الإناء المُكرس يختبر فيض الترانيم الجديدة والألحان النورانية.. بالروح وبالذهن يرنم ويرتل.. ويفرح ويمتليء شبعًا..
الترنيمة الجديدة والتوبة والإرسالية:
أوقات التوبة من أعمق الأوقات التي يعطي الرب فيها ترنيمة جديدة… القلب التائب هو قلب مُتضع مستعد للتغيير الحقيقي.. قلب مُستعد لنغمة جديدة من الروح.. مُتضع لقبول الاتجاهات الجديدة التي يريدها الروح.. وهذا يصنع منه قلب خصب لقبول الترنيمة الجديدة.. اختبر داود هذا أثناء توبته، فكتب مزامير 6، 32، 38، 51، 102، 130، 143، وكلها مزامير توبة.. أغاني جديدة للتوبة.. يعتبر مزمور 51 من أشهر هذه المزامير، ويتضح فيه كيف أن الترنيمة الجديدة في مرات تنقل التائب من حالة التوبة إلى حالة الإرسالية.. داود يبدأ المزمور بطلب الرحمة من الرب ويعترف بشعوره بذنبه الكبير، وإحساسه ببشاعة الإثم والخطية.. ثم يطلب داود عمل الدم للتطهير “طهرني بالزوفا فأطهر”.. ثم يطلب من الرب أن يرد له بهجة الخلاص الأولى..ثم ينتقل إلى الإرسالية.. يطلب فرح الخلاص ليخرج مُبشِرًا يُعلِم الأثمة طرق الرب “فأعلم الأثمة طرقك”.. فالإرسالية هنا هي إرسالية للخطاة لتعليمهم طرق الرب.. ولكن مُن هو الذي سيُرسَل؟! إنه التائب الذي بدأ الترنيمة الجديدة بالتوبة والبكاء.. وإذا بالترنيمة الجديدة تنقل قلبه التائب لرؤية الإرسالية والنفوس!!… إشعياء اختبر شيء مشابه.. في أجواء ترنيمة جديدة إعلانية “قدوس قدوس قدوس”.. تاب إشعياء وانتُزِع إثمه.. ثم أُرسِل في إرسالية جديدة (إش6)..
الترنيمة الجديدة ودروس الوادي:
ليست كل الترانيم الجديدة هي ترانيم تؤخَذ من الرب فوق قمم الجبال!! أي ليست كل الترانيم الجديدة تأتي في مواسم الراحة في حياة المؤمن!! فهناك ترانيم جديدة تؤخَذ في الوديان!! وهي لا تقل في روعتها عن ترانيم الجبال!! في حياة المؤمن فصول روحية.. فهناك الربيع المريح المُنعِش.. وهناك الخريف، حيث لا عيان مُشجع، لتنمو عضلات الإيمان.. وهناك الصيف حيث العمل والحركة للملكوت بكثافة غير المعتادة.. وهناك الشتاء حيث الاختباء والصبر والهدوء!!.. بعض هذه المواسم الروحية تمر بوديان منخفضة.. ولكن حتى في الوديان المنخفضة هناك الروح القدس!! هناك الحضور المُعلن للرب.. “أيضًا إن سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا.. لأنك أنت معي”!!… فعلى الرغم من اختلاف المواسم في حياة المؤمن إلا أن كلها تذهب بحياته في إتجاه واحد “في الارتفاع” وفقط في الارتفاع.. إذ أن الرب بحضوره المُعلن هناك في كل الفصول!! فما يمنع التمتُع بحضوره ليس اختلاف الفصول الروحية، وإنما الخطية!!.. وبما أن الرب هو إله أودية كما أنه إله مرتفعات، إذا يمكن اختبار الترانيم الجديدة في الأودية أيضًا. داود اختبر هذا وخاصة في المزامير المعروفة بالمذهبات. وهي المزامير 16، 56، 57، 58، 59، 60. وقد سُميت بالمُذهبات، لأن أصل الكلمة في العبرية يعني “حفر على الحجر” أو “شيء غال من الذهب”، وذلك لأن الترانيم الجديدة التي رنمها داود في المُذهبات كانت ترانيم تُعبِر عن دروس ثمينة جدًا، تعلمها داود وحُفرت على قلبه في مواسم روحية صعبة.. أي في أودية!!… الترنيمة الجديدة يمكن أن تخرج من دروس الوادي.. (ملحوظة: معظم ترانيم الوادي تصبح “رايات”، نظرًا لما فيها من دروس. لذا على سبيل المثال نجد كلمة “للتعليم” في عنوان المزمور الستين أو المذهبة الأخيرة).
الترنيمة الجديدة والكلمة المقدسة:
ما يعطي الترنيمة الجديدة إتساقها وتماسكها (consistency and coherence)، وخاصةً لتُستَخدم كراية، هو مقدار عمق النفس التي تستقبلها في كلمة الله. فكلما كان الإنسان له عمق حقيقي في الكلمة المقدسة، كلما أنتج ترنيمة جديدة متماسكة ومُتسقة.. والعكس صحيح، فإذا لم يكن الشخص ذا عمق في كلمة الله، أنتِجَت ترنيمة، إتساقها وتماسكها ليسا على المستوى المطلوب.. الالتصاق بكلمة الله ينتج ترنيمة معجونة بروح الكلمة.. الأسفار المقدسة إذ تتغلغل بداخل النفس تنتج من جنسها ثمارًا مشابهة!!.. الوصية الحاضرة في النفس تنتج ترنيمة جديدة نقية.. في مزمور 144: 9 يقول: “يا الله أرنم لك ترنيمة جديدة، برباب ذات عشرة أوتار أرنم لك”.. لِمَا رباب ذات عشرة أوتار، مع أنه من المعروف أن ستة أوتار تكفي لصنع لحن كامل؟! أرى مُتأملاً أن في هذا إشارة إلى ارتباط الترنيمة الجديدة بالوصية الكتابية.. فرقم عشرة هو رقم الوصية في الكتاب المقدس!!
الترنيمة الجديدة والنبوة (الترنيمة النبوية):
كثير من المزامير (الترانيم الجديدة) التي كتبها داود تُسمى بالمزامير المسيانية، لأنها تُخبر نبويًا عن الرب يسوع المسيح. الترنيمة الجديدة بصفة عامة قد تنقلنا إلى زمن نبوي جديد. وقد تأتي لقلوبنا مُصَاحِبة لانطباعات نبوية عن أزمنة وأحداث آتية.. الموسيقى ترتبط في الكتاب المقدس بالنبوة ارتباطًا وثيقًا.. عندما أراد أليشع أن يتنبأ طلب أن يأتوه بعازف للعود، لأن إليشع كان مُدركًا لارتباط الموسيقى بتدفق المسحة النبوية (2مل3: 15). وقد كان من المتعارَف عليه مصاحبة العازفين للأنبياء بصفة عامة في تحركاتهم. “ويكون عند مجيئك إلى هناك أنك تصادف زمرة من الأنبياء نازلين من المرتفعة، وأمامهم رباب ودف وناي وعود وهم يتنبأون” (1صم10: 5)… الموسيقى النبوية تزيد من تدفق المسحة وتجعل الترنيمة الجديدة تُشرق وتنساب بسلاسة. وقد تصاحب الترنيمة النبوية الجديدة حركات نبوية (prophetic acts) مثل رفع الأعلام والقفز والرقص النبوي.
الترنيمة الجديدة والنصرة على العدو:
المزمور المئة والتاسع والأربعون:
1هَلِّلُويَا. غَنُّوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَتَهُ فِي جَمَاعَةِ الأَتْقِيَاءِ. 2لِيَفْرَحْ إِسْرَائِيلُ بِخَالِقِهِ. لِيَبْتَهِجْ بَنُو صِهْيَوْنَ بِمَلِكِهِمْ. 3لِيُسَبِّحُوا اسْمَهُ بِرَقْصٍ. بِدُفّ وَعُودٍ لِيُرَنِّمُوا لَهُ. 4لأَنَّ الرَّبَّ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ. يُجَمِّلُ الْوُدَعَاءَ بِالْخَلاَصِ. 5لِيَبْتَهِجِ الأَتْقِيَاءُ بِمَجْدٍ. لِيُرَنِّمُوا عَلَى مَضَاجِعِهِمْ. 6تَنْوِيهَاتُ اللهِ فِي أَفْوَاهِهِمْ، وَسَيْفٌ ذُو حَدَّيْنِ فِي يَدِهِمْ. 7لِيَصْنَعُوا نَقْمَةً فِي الأُمَمِ، وَتَأْدِيبَاتٍ فِي الشُّعُوبِ. 8لأَسْرِ مُلُوكِهِمْ بِقُيُودٍ، وَشُرَفَائِهِمْ بِكُبُول مِنْ حَدِيدٍ. 9لِيُجْرُوا بِهِم الْحُكْمَ الْمَكْتُوبَ. كَرَامَةٌ هذَا لِجَمِيعِ أَتْقِيَائِهِ. هَلِّلُويَا.
1 فكرة عن “الترنيمة الجديدة”
أنا أعتبر نفسي أنتمي لكنيستكم مع أنني بعيد عنكم في المسافة…أنتم رائعين ياقديسي العلي…