مقدمة عامة:
عندما طُلب مني أن أقدم تعليمًا عن “التسبيح والكلمة”، هَدّاْتُ قلبي أمام الرب ليُعلن لي عما يريد أن يعلمنا في هذا الأمر. هناك أمور كثيرة كتبها رجال الله عن موضوع “التسبيح والكلمة” معظمها يتركز حول التسبيح بالكلمة (استخدام كلمة الله في التسبيح)، وهذا حقيقةً أمر هام. لكني شعرت أن الله يريد أن يُلمِع زوايا أخرى في موضوع التسبيح والكلمة، ولمَعَ بداخلي مزمور ١١٩ الذي تتركز معظم هذه المحاضرة حول آيات منه.
مزمور ١١٩: كلمة الله وأبجدية التسبيح..
بناء المزمور: مزمور ١١٩ هو أطول مزمور في الكتاب المقدس ويتكلم عن كلمة الله. ويتميز هذا المزمور ببناء مميز جدًا.. فهو يتكون من إثني وعشرين جزء مُرتَبة حسب ترتيب الحروف العبرية (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت).. وكل جزء مُكَوّن من ثمان آيات.. والثمان آيات لكل جزء تبدأ جميعها بنفس الحرف العبري الذي يُميز الجزء الذي يحتوي الآيات نفسها. فمثلاً الجزء الأول عنوانه أول الحروف العبرية (א) والذي يُنطَق (ألّفْ)، وهو يتكون من ثمان آيات، كل آية منهم تبدأ بحرف الألف (א) أيضًا!!…
(لملاحظة المزمور باللغة العبرية اتبع الرابط: http://www.biblegateway.com/passage) …
الدرس الذي نتعلمه: ماذا يَقصِد الروح القدس من هذا البناء المُمَيز للمزمور؟.. هذا المزمور كما قلنا هو أطول مزمور في الكتاب المقدس ويتحدث عن كلمة الله، وبمعنى آخر هو أطول أغنية في الكتاب. فسفر المزامير هو سفر الأغاني الروحية، ومزمور ١١٩ هو أطول أغنية في سفر الأغاني الروحية وتتركز أغنيته حول جمال وكمال كلمة الله..
وكأن بهذا البناء المُمَيز، الذي يرتكز على الأبجدية، يريد الرب أن يلفت نظرنا لقاعدة ثابتة وبديهية وهي أن الكلمة هي أبجدية الأغنية.. وبالتالي فإن كلمة الله هي أبجدية الأغنية الروحية!!.. الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد هو أبجدية تسبيح الكنيسة… وهنا يضيء أمامنا أول درس في هذه المحاضرة عن التسبيح والكلمة، وهو أن التسبيح الحقيقي هو التسبيح المُرتَكِز بعمق على فهم كلمة الله.. إذا أردت أن أسبح بالروح فلابد أن أسبح بالحق.. فالآب طالب مثل هؤلاء الساجدين الحقيقيين الدين يسجدون بالروح وبالحق!!… إذا أردت أن تخرج ترنيمتي عميقة تُحرك السماء وتُفجِر المسحة، فليكن لحياتي عمق حقيقي في كلمة الله.. لتتشكل أبجدية أغنيتي بكلمات الحق بكلمات الكتاب المقدس..
والحقيقة أن بناء مزمور ١١٩ ليس هو الشاهد الوحيد على أن كلمة الله هي أبجدية التسبيح.. فبناء سفر المزامير بصفة عامة شاهد على هذا المبدأ أيضًا!!… يُقسِم معظم الدارسين سفر المزامير لخمسة أجزاء توازي أسفار موسى الخمسة. فالمزامير (١- ٤١) تركز على الإنسان وخلاصه الشخصي، وهي بهذا توازي سفر التكوين الذي يركز على الإنسان والخلاص. والمزامير (٤٢ – ٧٢) تركز على خلاص شعب الله، وهي بهذا توازي سفر الخروج الذي يركز على تحرير شعب الله. والمجموعة الثالثة هي المزامير (٧٣ – ٨٩) وتركز على الهيكل الجديد، وهي بهذا توازي سفر اللاويين الذي يظهر سُكنى الله وسط شعبه وتقديسه لهم من خلال الذبائح. والمجموعة الرابعة هي المزامير (٩٠ – ١٠٦) وتتكلم عن قيادة الله للشعب إلى الأرض الجديدة وتوازي سفر العدد الذي يعبر الله فيه بشعبه نحو أرض الميعاد. أما المجموعة الخامسة والأخيرة فهي المزامير (١٠٧ – ١٥٠) والتي تركز على كلمة الله ويأتي من ضمنها مزمور ١١٩، وهي توازي سفر التثنية الذي هو سفر الشريعة.. وهكذا فإن البناء العام لسفر المزامير بتوازيه مع أسفار موسى الخمسة يشهد على أن الكتاب المقدس هو أبجدية التسبيح!!..
تأثير كلمة الله (الأبجدية) على التسبيح والمسبحين:
والآن وبعد أن استعرضنا بناء مزمور ١١٩، وأضاءت لنا حقيقة أن الكلمة هي أبجدية التسبيح، ننتقل إلى تأثير هذه الأبجدية المقدسة على التسبيح والمسبحين، وسألخصها في ستة تأثيرات:
أ- العمق في تَعلُم كلمة الله يجعل تسبيحي يخرج من قلب مستقيمًا أمام الله:
مزمور ١١٩ والعدد السابع يقول: “أحمدك باستقامة قلب عند تَعلُمي أحكام عدلك“…
فكلمة الله كالزيج الذي يضبط القلب.. كالمرآة التي تكشف مواطن البرودة والضعف. في مرات كثيرة نُسَبِح بشفاهنا بدون أن تكون أرواحنا متواصلة بحق مع الروح القدس، وقد ننفعل بالموسيقى ويخرج تسبيحنا نفسانيًا خالٍ من المسحة.. كلمة الله فقط، والعمق فيها، هي القادرة على ضبط قلب المُسَبِح لينبض تسبيح بالروح.. كلمة الله فقط هي القادرة على وضع قلبي وقلبك في استقامة حقيقية.. فتستقيم تسبيحاتنا كرائحة بخور ذكية أمام الرب. وأعتقد أنها ليست مصادفة أن يتحدث العدد (السابع) من هذا المزمور المُرَتَب بالآية عن استقامة القلب.. فالرقم سبعة هو عدد الكمال وكلمة الله مُرتبة في سباعيات، “سباعيات سهام كلمتك” (حب٣: ٩)!!.. وكأنه يعلمنا أن كمال كلمة الله يخلق كمالاً واستقامة بداخل قلوبنا، فيخرج تسبيحنا مستقيم من قلوب مستقيمة!!…
ب- كلمة الله تخلق ينبوعًا للتسبيح بداخل المُسَبِح:
- “تُنَبِّع شفتاي تسبيحًا إذا علمتني فرائضك” (مز١١٩: ١٧١)…
المُسبِح الذي يتعلم كلمة الله، الكلمة تخلق بداخله ينبوعًا للتسبيح وللأغاني الجديدة.. إذا مررت بوقت في حياتك شعرت فيه بجدوبة في تسبيحك، فاعلم أنه قد يكون أحد أسباب هذه الجدوبة هو بعدك عن كلمة الله.. فالكلمة تحفر في داخل النفس مجرًا لعمل الروح القدس.. وتأتي على أول هذا المجرى وتفجر ينبوعًا للتسبيح، فتجري مياه ينبوع التسبيح بالروح في مجارى النفس، فتُروى النفس وتنتعش بعمل الروح وبموسيقى الروح المُنسابة من نبع التسبيح. والعكس يحدث إذا ابتعدت عن كلمة الله، يجف النبع وتطمر المجاري، وتتيبس النفس!!
أبي السماوي.. لتقربني من كلمتك.. لينفجر نبع تسبيحك بداخلي.. لتروِ أرضي بمياه الروح.. “أرو أتلامها مهّد أخاديدها. بالغيوث تحللها. تبارك غلتها”. (مز ٦٥: ١٠).. في اسم يسوع..
ت- كلمة الله تُعين نفوس المُسَبحين لخلق تسبيح قوي ممتليء بالحياة:
- “لتَحيَ نفسي وتسبحك، وأحكامك لتُعِنِّي” (مز١١٩: ١٧٥)…
هل شعرت في مرات أن بداخلك تسبيح لكن لا قوة لك على إخراجه والنطق به بقوة؟!! هل شعرت في مرات أنك تريد أن تسبح لكن الكلمات لا تخرج من فمك؟ أو وكأنها تخرج لكن بلا قوة؟!! ماذا تحتاج في هذه الأوقات؟!.. في الغالب تحتاج لوجبة دسمة من كلمة الله!!.. كلمة الله تُعين نفس المُسبِح.. تصنع معونة لنفوسنا ليخرج تسبيحنا قويًا بالروح.. ولذا في مرات كثيرة يكون التسبيح المُقتَرِن بالصلاة بعد سماع عظة ممسوحة من كلمة الله قويًا جدًا (فيما نسميه Ministry time)، حتى أقوى من التسبيح الأساسي في الاجتماع قبل سماع العظة.. لماذا؟؟ لأن النفوس شبعت بكلمة الله في العظة، فتقوت وأُعينت، فانطلقت بقوة ومعونة الروح مُسَبِحة.. لذا فعلى قائد التسبيح دائمًا ألا يُفَوِت سماع العظة في الاجتماع الذي يسبح فيه.. أرى في مرات قادة تسبيح يخرجون إلى خارج الاجتماع للراحة في وقت العظة، وهذا بالطبع سلوك خاطيء تمامًا!! فإن كنت تفعل هذا، فبالإضافة إلى أنك تُضيع رسالة الله لك في هذا الاجتماع، فأنت أيضًا تُضيع معونة الروح لك لتسبيح ما بعد العظة!!
ث- كلمة الله تُنَبِه أرواحنا لنُسبح باستمرار وتخلق في أجوائنا كثافة تسبيح:
- “سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك” (مز١١٩: ١٦٤)…
- “في منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برك” (مز١١٩: ٦٢)…
ما الذي جعل داود (الذي هو كاتب المزمور بحسب التقليد) يُسبح في الليل والنهار بهذه الكثافة؟! سبعة مرات في النهار، ويقوم في منتصف الليل من نومه ليُسبح؟! إنه عمل كلمة الله بداخله!!.. أحكام عدل وبر الله المُتمثلة بالطبع في كلمته، خلقت بداخل داود رغبة وحب للتسبيح، جعلته دائمًا منتبه ومستيقظ ليُسبح الرب.. الكلمة تشعل النيران بداخلنا، فلا تنطفئ بفعل الظروف أو العيان!!.. الكلمة تجعل أرواحنا مستيقظة مُسَبِحة.. نسبح بالنهار مرارًا، ونستيقظ بالليل لنُسبح.. بل أنه إذا اشتعلت نيران كلمة الله وتأججت بداخلنا، ستُسبِح أرواحنا في مرات حتى ونحن نائمين.. ستظل أرواحنا مُشتعلة حتى ونحن نائمين، فتنطلق مُسَبِحة بالروح بألسنة جديدة، ونستيقظ لنجد أرواحنا ونفوسنا وأجسادنا مشحونة بالحضور الإلهي!! ما أعظم عمل الروح فينا؟!!..
ج- كلمة الله تصنع تسبيح في وسط الغربة والظروف الصعبة:
- “ترنيمات صارت لي فرائضك في بيت غربتي” (مز١١٩: ٥٤)…
يتساءل المُرنم في مز١٣٧: ٤ “كيف نرنم ترنيمة الرب في أرض غريبة؟”… ويجيب مز١١٩: ٥٤ بأن الحل الوحيد هو أن فرائض الرب (أي كلمته) تصير هي ترنيمتي!!.. عندما نعبر بوقت يطغى فيه العيان، ويظهر وكأنه لا يوجد في الواقع ما يُفرِح.. ماذا يفعل المؤمن في هذه الغربة؟؟.. يتذكر كلمة الله، ويسبح الله على معجزاته التي يُظهرها الكتاب المقدس!!..
عزيزي المؤمن.. إذا كنت تعيش في أرض مصر في وقت لا تستطيع أن ترى فيه بالعيان يد الرب، فلتذكر أن إلهك هو الذي قلب أرض مصر رأسًا على عقب، وأخرج شعبه بذراع قديرة.. ولتذكر أن أرض مصر رأت معجزات إلهك القدير، معجزة وراء الأخرى، في أيام موسى وهارون.. ولتذكر أن أوثان مصر انكفأت على وجهها إذ دخلها المسيح طفلاً صغيرًا.. ولم يقوى داجون مصر على الوقوف صامدًا أمام عظمة إلهك!! لتذكر كل هذا وتسبح إلهك.. فإلهك حيّ.. وتسبيحك له على آياته وعجائبه.. سيفرض على الواقع حقيقة آياته وعجائبه.. وسترى أياته وعجائبه في أرض غربتك!!..
ح- كلمة الله تصنع فهمًا في قلب المُسَبح، فيرى أمور الله الخارقة وينطلق بالتسبيح:
- “طريق وصاياك فهمني، فأناجي بعجائبك” (مز١١٩: ٢٧)…
فهم واستيعاب طريق الوصية يفتح العيون على عجائب ومعجزات الله.. وهذا أمر يحتاج إلى بعض الشرح، وسأشرحه، وأرجو من قارئي العزيز أن يعطي لهذا الجزء تركيزًا خاصًا، ليفتح الله أذهاننا للفهم..
عندما أقرأ الكتاب المقدس، تقابلني وعود ووصايا.. وغالبًا ننظر إلى الوعود على أنها تحتاج لمعجزات لتتحقق، ونطلب هذه المعجزات، وهذا يكون حقيقي ولائق في أوقات كثيرة.. ولكننا نادرًا ما ننظر للوصايا على أنها أيضًا تحتاج لمعجزات لتُنَفَذ!!.. وهذا غالبًا لأننا كثيرًا ما نركز تفكيرنا في الوعود أكثر من الوصايا!!..
المؤمن الذي يتعامل مع الوصايا بجدية، غالبًا ما يصل إلى نقطة ما يتأكد عندها أنه لا يمكنه أن يحيا الوصية بقوته الشخصية أو إمكانياته، وعند هذه النقطة يبدأ في طلب الرب ليُعينه على تنفيذ الوصية، وإذ يُصِر المؤمن ويصبح شغله الشاغل إتمام الوصية لاستعلان ميراث البر العملي في حياته.. يبدأ الآب في استعلان إبنه يسوع بالروح القدس في حياة هذا المؤمن.. ويُستَعلَن يسوع المسيح بكل قوته لإتمام وإكمال الوصية، وبالطبع المسيح يُكمِل، فهو الذي قال “قد أكمل” وكمّل الكل لأجلنا.. وإذ يُكمل المسيح الوصية فيّ، أجد نفسي وقد انتصرت وأكملت، فهو يُكمِل لحسابي!! وأظهر أنا الذي أكملت!!.. وعند هذه النقطة يكتشف المؤمن عظمة معجزة المسيح فيه!! عظمة رجاء المجد.. المسيح فينا.. ينظر المؤمن إلى نفسه فيجد معجزة النعمة وقد حفرت فيه طرق بر الله.. لم يَعُدْ مبررًا مقامًا فقط!! صار بر الله ظاهرًا فيه.. صار بارًا.. والبر مُستَعلن في حياته اليومية العملية.. وهنا يعرف المؤمن طريق المعجزات الحقيقي!!.. وهنا ينطلق مُسبِحًا هذا الذي صنع منه معجزةً مُتحركة.. عند هذه النقطة بسلاسة ينطلق الإيمان بالآيات والعجائب.. بالشفاء الإلهي.. بالتحرير.. بتسديد الاحتياجات بطرق معجزية!!.. وهنا ينطلق تسبيح جديد بعجائب المسيح فيّ وفي معجزاته.. وكيف لا أسبح وقد صرت تسبحة؟! وكيف لا أصدق أنه شافي ومحرر وصانع آيات وعجائب، وهو قد صنع الكل فيّ؟!!.. وهكذا يقود طريق الوصية إلى تسبيح الآيات والعجائب!!..
تسبيح بالروح + وعظ بكلمة الله بالروح = خلق نفوس وأزمنة وأمور جديدة بالروح!!
في البدء خلق الله الكل بكلمته.. قال الله.. ليكن.. فكان.. ولكن العجيب أن الله حينما نطق بكلمته وخلق.. كان هذا في جو من التَرنُم والتسبيح!!.. يخبرنا سفر أيوب بهذا، إذ يقول الرب: “… حين أسست الأرض… عندما ترنمت كواكب الصبح معًا، وهتف جميع بني الله” (أي٣٨: ٤، ٧)… أراد الله أن يؤسس الأرض في جو من التسبيح.. أراد أن يؤسس الواقع الذي يخلقه لآدم وحواء في جو من التسبيح والفرح!!.. ليُعلِم آدم أن النطق بكلمته في أجواء التسبيح والفرح تصنع خليقة جديدة!!.. وهو درس هام جدًا لنا.. الوعظ بكلمة الرب في أجواء تمتليء بالتسبيح يخلق واقعًا جديدًا في حياة النفوس.. الكرازة بالإنجيل في أجواء التسبيح تأتي بثمر كثير.. في سجن فيلبي، سبح بولس وسيلا حتى اهتزت أساسات السجن وانفتحت الأبواب وانفكت قيود الجميع.. وليس عندي أي شك في أن تسبيح بولس وسيلا، كما زلزل أساسات السجن المادي، كان يزلزل أساسات سجن الخطية في حياة سجان فيلبي!! وكما فُتحت أبواب السجن المادي، فُتحت أبواب ذهن السجان وعائلته لاستقبال بشارة الإنجيل!! وهكذا كما انفكت قيود جميع الأسرى في السجن، انفكت قيود سجان فيلبي وعائلته لينفلتا من سلطان الظلمة وينتقلا إلى ملكوت ابن محبته!!.. عزيزي.. كرز بولس بالكلمة بعد تسبيح قوي، فربح نفوس غالية للرب.. كلما سبحنا وأعلنا الكلمة في جو من التسبيح والفرح، كلما خُلقت أمور جديدة في حياتنا.. يصنعها الرب لنا.. وفي زمن يسير يصير لبنان سهلاً!!
ملاحظات هامة:
1- في التسبيح يُستعلن حضور الله المُعلَن. (Manifested Presence) (للقراءة عن الحضور الإلهي المُعلَن، راجع مقال زمان حضورك: http://www.HeavenUponEarth.com/link).
2- كما أن الوعظ بالكلمة يعطي معونة وقوة لروح المُسبح (راجع النقطة الثالثة في كلمة الله وأبجدية التسبيح)، فإن التسبيح يرفع منسوب الإيمان لاستقبال كلمة الوعظ ، فالعلاقة تبادلية..
3- التسبيح يفتح الأذهان لاستقبال كلمة الوعظ، إذ يقيد العدو الذي يعمي أذهان غير المؤمنين، وإذ يُقيَد العدو، يصبح هناك فرصة للنور لكي يدخل إلى الأذهان المعمية..
4- يقول الروح في مزمور ١٥٠ والعدد الأول: “سبحوه في فلك قوته”.. أي سبحوه في المجال المُستَعلَن فيه قوته.. كلمة الرب هي مجال استعلان قوته.. هي الفلك الممتليء بجاذبية عمل شدة قوته.. الذي يدخل مجال كلمة الرب، يختبر قوة الرب بالروح والحق..