موهبة التكلُم بالألسنة عند آباء الكنيسة
(آباء الكنيسة حتى القرن السادس الميلادي، مع ليتورجية من القرن العاشر)
هذا المقال البحثي الموجز يهدف إلى تسليط الضوء على بعض من آباء الكنيسة الأولى الذين شهدوا عن استمرارية موهبة التكلم بالألسنة فيما بعد عصر الرسل. البعض يعتقد أن موهبة التكلم بالألسنة انتهت مع نهاية عصر الرسل والتلاميذ الأوائل، لكن بنظرة فاحصة للكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة يمكننا التيقن من أن هذه الموهبة هي موهبة، شأنها شأن باقي المواهب، لكل عصور الكنيسة.
صحيح أنه خلال بعض حقب تاريخ الكنيسة، كان هناك نُدرة في وجود مواهب الروح وممارستها. لكن هذه النُدرة، كما يوضح جون وسلي[1] في دفاعه عن استمرارية مواهب الروح، بالتأكيد لا ترجع إلى أن عصر المواهب قد انتهى كما يعتقد البعض. ولكن بالحري ترجع ندرة المواهب التي نلحظها أحيانًا إلى برودة المحبة للرب والفتور الروحي. وعلى هذا، فإنه متى وأينما تعافت الكنيسة واستردت محبتها الأولى للرب، فإن مواهب الروح بالتأكيد تكون ظاهرة وموجودة في حياة الكنيسة[2].
والباحث في نقاط سريعة، سيعرض نبذة عن بعض آباء الكنيسة (خلال الستة قرون الأولى) الذين تكلموا عن موهبة التكلم بألسنة وشهدوا لاستمراريتها، مع ليتورجية عبادة من القرن العاشر. الاقتباسات مُـقسَـمَة بحسب التصنيف التاريخي للآباء[3]، ومُـرتبة بحسب أهمية الاقتباس، من وجهة نظر الباحث.
أولاً: آباء مدافعون وكُتاب كنسيون ضد الهرطقات:
1- القديس إيريناوس أسقف ليون:
(ولد 140م. ومات 202): يعتبر إيريناوس من أهم وأشهر لاهوتي القرن الثاني، تلميذ القديس بوليكاربوس أسقف سميرنا، وقد استلم من بوليكاربوس التقليد اليوحناوي، الذي استلمه بوليكاربوس بدوره من الرسول يوحنا مباشرة.
أشار إيريناوس إلى استمرارية مواهب الروح بصفة عامة وممارستها في عصره، وأشار خاصة إلى استمرارية موهبة التكلم بالألسنة في عصره، وذلك بوضوح في كتابه (ضد الهرطقات)، إذ يقول: “… وبنفس الطريقة، فإن لدينا الكثير من الإخوة في الكنائس، لديهم الكثير من المواهب النبوية، وبالروح يتكلمون بكل أنواع اللغات، ويأتون، لمنفعة الجميع، بمخفيات الإنسان للنور، ويعلنون الأسرار الإلهية”[4].
2- ترتليان "أبو الفكر اللاهوتي اللاتيني":
(ولد حوالي 160م. ومات حوالي 240): سُمي ترتليان “أبو الفكر اللاهوتي اللاتيني”، لأنه من أوائل المُفكرين الذين صاغوا الكثير من التعبيرات اللاهوتية التي صارت مستخدمة بشكل أساسي فيما بعد في المباحثات اللاهوتية مثل مصطلح “الثالوث” ومصطلح “الجوهر”[5].
آمن ترتليان باستمرارية مواهب الروح وشجع على ممارستها في عصره، وذكر موهبة التكلم بالألسنة بوضوح ضمن المواهب العاملة في الكنيسة في عصره. في كتابه (ضد ماركيون)، في الكتاب الخامس والجزء الثامن، يكتب عن مواهب الروح، في سياق توضيح وحدة العهدين القديم والجديد. ويقارن ترتليان ما جاء في رسالة كورنثوس الأولى بما جاء في سفر إشعياء عن أرواح الرب السبعة، ويضع المواهب في متوازيات مع ما جاء في إشعياء. فعلى سبيل المثال يقول: “… فإنه يُعطى لشخص مواهب شفاء، ولآخر مواهب عمل قوات، بالتوازي مع روح القوة (إش11: 2)… ولشخص يُعطى نبوة، ولآخر تمييز أرواح، ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة، بالتوازي مع روح المعرفة (إش11: 2)”[6].
كما يذكر أيضًا ترتليان بما معناه أن الرؤى، والتغني بمزمور جديد (الأغنية الجديدة)، والصلاة بالروح، والدهش، والانخطاف في الروح، وترجمة الألسنة كلها أمور قد اعتاد عليها بدون أي صعوبة[7].
ثانيًا: لاهوتيون وكُتاب أنطاكيون وسريان:
3- يوسابيوس القيصري:
(وُلد حوالي 260م. ومات 340): من أهم مَن كتبوا في تاريخ الكنيسة، يلقبه البعض (أبو التاريخ الكنسي). له عدة كتب هامة، من أشهرها كتاب (تاريخ الكنيسة) الذي ترجمه القمص مرقس داود إلى العربية. وقد قيل عن هذا الكتاب :”إنه كنز من المعلومات بشأن الديانة الوليدة (المسيحية)، التي أُختُبِرَ نقاءها بالاضطهاد، وخلت من الهرطقات”[8]. أيضًا من كتب يوسابيوس الهامة، (البرهان الإنجيلي)، (ثيئوفانيا)، (القوانين الإنجيلية)، و(دفاع عن أوريجانوس).
كثيرًا ما شهد يوسابيوس في كتبه عن استمرارية مواهب الروح، النبوة والشفاء الإلهي وإقامة الأموات والتكلم بلغات أخرى[9]. وقد وثق يوسابيوس شهادة إيريناوس عن الأخوة الذين يتكلمون بألسنة في وقت إيريناوس[10] (كما سبق الإشارة إليها في النقطة الأولى من هذا المقال).
4- إفرايم السرياني:
(وُلد 303م. ومات 373): يُعد من أشهر كُتاب وشعراء الآباء السريان، إنتاجه من القصائد الروحية غزير، إذ يُذكر عنه أنه كتب حوالي إثنتي عشر ألف قصيدة روحية.
تذكر سيرة حياة إفرايم أنه نال موهبة ألسنة مفاجئة مكنته من أن يتكلم القبطية مع الأنبا بيشوي، واليونانية مع القديس باسيليوس، دون علم مُسبق له بهاتين اللغتين[11].
5- يوحنا سابا:
(مَعرُوف بالشيخ الروحاني، وقد وُلد حوالي 507م.): كان الشيخ الروحاني راهبًا أرثوذكسيًا، ترك تراثًا من الكتابات الروحية والنسكية العميقة التي كان لها أبلغ الأثر في تشكيل الحياة الرهبانية لكثيرين. تمتليء كتابات يوحنا سابا بالكثير من الإشارات لموهبة التكلم بألسنة، وكثير من التأكيدات على استمرارية هذه الموهبة أثناء أيام حياته، وليُلاحظ القاريء ما لكتابات الشيخ الروحاني من أهمية كبيرة في إثبات استمرارية موهبة التكلم بألسنة إلى وقت متأخر من تاريخ الكنيسة يمتد حتى ما بعد القرن السادس الميلادي.
من أقوال الشيخ الروحاني التي تشير إلى التكلم بالألسنة، والتي يوردها الأب متى المسكين[12] في كتابه حياة الصلاة الأرثوذكسية:
“… إذا ما وصل الإنسان بنعمة الله إلى هذه الدرجة (الاتحاد بالله)، فإنه يقتني وحدانية مع ذاته وتهدأ حركات الجسد للنفس، وحركات النفس للعقل، وينبسط العقل لمعرفة الله وينظر الرب وجهًا لوجه، فيستضيء به ويتغير إليه… هذا هو الاتحاد الكامل بالله حيث كل معرفة واستعلان ونبوة وتكلُم بألسنة ومواهب شفاء”[13].
وأيضًا: “… هناك تحيا النفس بالحب مع سكان ذلك العالم وتكون بينهم كضيف غير مقيم، تتحدث معهم ولكن بلغة غير مُدركة للعقل، إذ لا يكون للسان الجسداني نصيب في تركيب حروفها، فلا يستطيع العقل أن يستذكرها، ولا اللسان أن يسترجعها، ولا القلب حتى أن يتصورها”[14].
وأيضًا: “… قد سطرت لك ما طلبت مني لنمو وتدرج المبتدئين وكل من يهوى أن يصعد ذلك السلم الروحاني (سلم الكمال)، حيث كل المواهب مُعدة، إن كانت معرفة الخفايا، وموهبة الاستعلانات أو نبوة أو موهبة الألسن، أو الشفاء المثلثة القوى (أي التي لأمراض الجسد والنفس والروح)”[15].
ثالثًا: آباء الصحراء:
6- مقاريوس المصري:
(الأنبا مقار الكبير، وُلد حوالي 300م. ومات 390): الأنبا مقار أو مقاريوس المصري، هو مؤسس رهبنة وادي النطرون (برية الاسقيط). عُرف بنسكه الشديد ووضوح مواهب الروح في حياته، حتى أنه معروف عند بعض الدارسين باسم (حامل الروح).
معروف عن مقاريوس أنه تقبل مواهب مثل موهبة النبوة، وموهبة الشفاء الإلهي الثلاثية (روح ونفس وجسد) وموهبة إخراج الشياطين، وهو في سن الأربعين[16]. كما يذكر مقاريوس موهبة التكلم بألسنة في العظة السادسة والثلاثين من عظاته الخمسين، إذ يوضح أن الروح هو الذي يقسم المواهب لكل شخص، فهو الذي يعطي النبوة لمَن يتنبأ، ويعطي الألسنة لمَن يتكلم بألسنة، وهو يقول أن الذي يتنبأ عنده قدر أكبر من النعمة لأنه يبني الكنيسة، أما مَن يتكلم بلسان فهو يبني نفسه فقط[17].
7- القديس باخوميوس:
(ولد حوالي 290م. ومات 346): مؤسس رهبنة الشركة، وواضع القوانين الرهبانية. امتد تأثير نظام الرهبنة الباخومي إلى شرق العالم وغربه، إذ ترجمَت قوانينه الرهبانية إلى اللاتينية على يد جيروم[18]. عُرف عن باخوميوس أنه كان يتكلم لغة الملائكة مجازًا عن تكلمه بالألسنة. ويؤكد باليديوس[19] أنه على الرغم من عدم معرفة باخوميوس باللغتـين اليونانية أو اللاتينية، إلا أنه بطريقة معجزية كان يتكلم باللغتـين أحيانًا[20].
رابعًا: نصوص ليتورجية:
8- ليتورجية (قـُداس) عهد ربنا:
هذه إحدى قداسات الكنيسة الأرثوذكسية القديمة، وقد ظل الكهنة يقدسون بها إلى ما بعد القرن العاشر الميلادي. في هذه الليتورجية طلبة خاصة من أجل مواهب الروح القدس موهبة التكلم لألسنة، إذ تقول:
“إسند يا رب حتى النهاية الذين لهم مواهب الوحي، وأيد الذين لهم موهبة الشفاء، وعزز الذين لهم موهبة الألسنة“[21].
وهذا القداس يُصلى به إلى الآن في الكنيسة الأرثوذكسية الحبشية. وبالطبع واضح من الاقتباس استمرارية موهبة التكلم بألسنة في الكنيسة حتى القرن العاشر الميلادي.
خامسًا: الآباء الكبادوكيون:
9- القديس باسليوس الكبير:
(وُلد 330م. ومات حوالي 379): القديس باسيليوس الكبير هو أحد الآباء الكبادوكيون (من كبادوكية)، وهو أخو القديس غريغوريوس النيصي، وصديق غريغوريوس النزينزي، ويعرف الثلاثة معًا عادة بالآباء الكبادوك.
القديس باسليوس (في قوانينه النسكية القصيرة) يجيب على سؤال حول كيفية أنّ روح الإنسان يمكن أن تصلي بينما ذهنه يبقى بلا ثمر، فيقول باسليوس أن هذا يكون بالنسبة لمن يصلون بألسنة[22]. وفي عظاته التسعة (المعروفة بالهكسامورين)، وفي نهاية العظة السادسة، يصلي باسيليوس أن يعطي الرب لقارئه إظهار الروح[23]. وفي كتابه (في الروح) فصل 16، جزء 37، يُوجد إشارات إلى استمرارية مواهب الروح.
هذا وتتعدد الإشارات في كتابات غريغوريوس النيصي وغريغوريوس النزينزي إلى استمرارية مواهب الروح[24].
سادسًا: آباء غربيون ما بعد نيقية:
10- هيلاري اسقف بواتييه:
(وُلد 315م. ومات 367): يُلقب بأثناسيوس الغرب، له العديد من المؤلفات، مثل “في الثالوث” -12كتاب- و”في المجامع”، وعدد من الأعمال التاريخية والتفسيرية، كما أنه من أوائل المؤلفين الغربيين الذين كتبوا تسابيح للكنيسة، وهو أول مؤلف رسمي للألحان اللاتينية الكنسية[25].
آمن هيلاري باستمرارية مواهب الروح بصفة هامة، كما أوضحت كتاباته جليًا استمرارية موهبة التكلم بألسنة. في كتابه “في الثالوث” الكتاب الثامن، الفقرة الثلاثين، والفقرة الثالثة والثلاثين، يؤكد هيلاريون على استمرارية مواهب الروح وعلى أن الكنيسة في عصره، مثلها مثل الكنيسة في باقي العصور، لها نصيب في موعد الآب أي الامتلاء بالروح. ويُعدد هيلاريون المواهب والعطايا الروحية ذاكرًا أعمال القوات ومواهب الشفاء والرسولية والتكلم بألسنة وترجمة الألسنة. ويقول هيلاريون بوضوح: “إن هذه هي وسائط الكنيسة للخدمة وللعمل الذي بواسطته يتكون جسد المسيح، وقد أتاحها الله”. كما يمكن للباحث أن يستنتج إشارة في مقطع من كلام هيلاري عن التكلم بألسنة كعلامة للملء بالروح، إذ يقول: “إن التكلم بألسنة يمكن أن يُنعم بها كعلامة للروح”[26].
11- امبروسيوس أسقف ميلان:
(وُلد 339م. ومات 397): أحد معلمي الكنيسة اللاتينية الأربعة[27]. له العديد من الكتابات الهامة، مثل الأعمال التفسيرية كالأيام الستة وفي الفردوس وتفاسير المزامير، والأعمال العقائدية والتعليمية مثل في الروح القدس وفي الأسرار وفي الإيمان، وفي سر التجسد وغيرها من الأعمال ذات القيمة.
يكتب امبروسيوس في كتابه (في الروح القدس) الكتاب الثاني، والفصل الثالث عشر: “انظر، الله هو من وضع الرسل، ووضع الأنبياء والمعلمين، أعطي مواهب الشفاء… أعطى أنواع الألسنة… أنت ترى، الآب، والمسيح أيضًا، يضع معلمين في الكنائس؛ وكما يعطي الآب موهبة الشفاءات؛ هكذا أيضًا يفعل الابن؛ وكما يعطي الآب موهبة الألسنة؛ هكذا أيضًا الابن يهبها… وهكذا أيضًا الروح يعطي نفس المواهب كما الآب والابن أيضًا”[28]. ومن الواضح أن امبروسيوس في هذا الجزء يؤكد على وحدة الثالوث في إعطاء المواهب، فكل عطية صالحة نازلة من عند الآب، بالرب يسوع المسيح، في الروح القدس. ومن الواضح في كلام امبروسيوس استمرارية إعطاء المواهب حتى عصره، فهو يستخدم صيغة مُضارعة وهو يصف استمرارية إعطاء المواهب.
سابعًا: آباء غربيون ما قبل نيقية:
12- كبريانوس أسقف قرطاجنة:
(وُلد حوالي 200م. ومات حوالي 258): واحد من أبرز الشخصيات في الأدب الكنسي المبكر، أفريقي الأصل، انتخب أولاً أسقفًا لقرطاجنة ثم صار بعد هذا مطرانًا لشمال أفريقيا. أطلق عليه “مربي المدافعين” إذ كان مُعلمًا للخطابة والمحاماة في قرطاجنة[29].
يتضح من خلال بعض كتابات كبريانوس، أنه كان معتادًا على وجود مواهب الروح بصفة عامة، ويرى الدارسين في هذا مناخًا يسمح بأتاحة الفرصة لممارسة التكلم بألسنة[30]. بصفة عامة، يعول الدارسين على العبارة الآتية لكبريانوس كإشارة إلى استمراية المواهب الفوق طبيعية في عصره والتكلم بألسنة. يكتب كبريانوس في أحد رسائله: “… بجانب رؤى الليل، فإنه في أثناء اليوم أيضًا، يمتليء الصبية حديثي السن بيننا بالروح القدس، يرون في دهش (غيبة) بأعينهم، يسمعون ويتكلمون بهذه الأشياء التي يتنازل الرب وينذرنا بها ويوجهنا”[31].
13- نوفاتيان أسقف روما:
(وُلد حوالي 210م. ومات حوالي 280): نوفاتيان له بعض الكتابات التي ظلت لوقت طويل تُنسب لكتاب آخرين، ولكن، مؤخرًا، يميل معظم الدراسين إلى نسبتها إلى نوفاتيان، مثل (في الثالوث، ينسب لترتليان أو كبريانوس)، و(رسالة أسقف روما كبريانوس)[32].
نوفاتيان يشير بوضوح إلى استمرارية مواهب الروح، بصفة عامة، في عصره وموهبة التكلم بألسنة، إذ يقول في كتابه عن الثالوث: “هذا هو (الروح) الذي يضع الأنبياء في الكنيسة، يرشد المعلمين، يوجه الألسنة، ويعطي القوة والشفاء… ويرتب كما يشاء أيًا من مواهب الروح بالنعمة”[33].
ثامنًا: عمداء مدرسة الاسكندرية:
14- كليمندس الإسكندري:
(وُلد حوالي 150 م. ومات 215): أحد عُمداء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، وقد تولى رئاستها عام 190م. من أهم كتاباته (نصح لليونانيين) و(المربي)، و(المتفرقات). وقد ذكر كليمندس مواهب الروح في كتابه (المربي)، وذكر موهبة التكلم بالألسنة ضمن كتابه (المتفرقات)، الكتاب الرابع والجزء 21، ويُفهم من سياق كلامه أنها موهبة موجودة في وقته[34].
المراجع
[1] جون وسلي (1703- 1791)، هو أحد رواد النهضة في تاريخ الكنيسة الحديث. استخدمه الرب هو وأخوه تشارلز وسلي في قيادة نهضة روحية عظيمة في القرن الثامن عشر، بدأت في إنجلترا ثم امتدت إلى إمريكا ومنها إلى العالم كله. يعتبر وسلي هو مؤسس الميثودست والكنائس التي تتبع التعليم الوسلي حول العالم (في مصر، كنائس نهضة القداسة والمثال والإيمان والكنائس الخمسينية). وقد نبر التعليم الوسلي على قداسة الحياة، واختبار التقديس والملء بالروح القدس كعمل ثان محدد للنعمة. ويرى كثير من الدارسين للاهوت الوسلي، ومنهم الباحث، أن التعليم الوسلي تستقر جذوره بقوة في تعليم آباء الكنيسة الأولى، خاصة آباء الشرق. كما يمكن اعتبار اللاهوت والتقليد الوسلي ذاته هو أصل وجذر النهضة الكاريزماتية الحديثة ومعظم حركات الروح القدس في يومنا هذا حول العالم.
[2] John Wesley, Sermon on the More Excellent Way, in The Works of the Rev. John Wesley, 3rd Edition, ed. Thomas Jackson, 14 vols., CD-ROM edition (Albany, Oregon: Ages Software, 1997), 7:41- and Robert Tuttle, “John Wesley and the Gifts of the Holy Spirit,” available on: http://ucmpage.org/articles/rtuttle1.html.
[3] هذا التصنيف التاريخي للآباء بمساعدة نظام التصنيف الموجود في كتاب: تادرس يعقوب المالطي، نظرة عامة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى (الاسكندرية: مارجرجس اسبورتنج، 2009).
[4] Irenaeus, Adv. Hearses, VI, 1 in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.1: The Apostolic Fathers with Justin Martyr and Irenaeus (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1312.
[5] ثروت ماهر، الملك الألفي الحرفي عند آباء ما قبل نيقية، مقال متاح على الانترنت على:
http://www.khwaterro7ya.blogspot.com/p/blog-page_8075.html.
[6] Tertullian, Anti Marcion, Book 5, Ch. 8, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.3 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 973.
[7] Ibid, 974, 975.
[8] Paul L. Maier, Church History, “Eusebius” (Grand Rapids: Kregel, 1999), 9- cited in Richard Hogue, Tongues: A Theological History of Christian Glossalalia (USA: Richard Hogue, 2010), 123.
[9] Harold Hunter, Tongues-Speech: A Patristic Analysis, in Journal of the Evangelical Theological Society (JETS) 23/2 (June 1980), 131, 132, available on: http://www.etsjets.org/files/JETS-PDFs/23/23-2/23-2-pp125-137_JETS.pdf.
[10] يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة. ترجمة مرقس داود. ط.3 (القاهرة: مكتبة المحبة، 1998)، 214.
[11] Ephraim the Syrian, V in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.3 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 292.
[12] الأب متى المسكين (1919- 2006) هو راهب قبطي أرثوذكسي، وأب روحي لأكثر من مائة وثلاثين راهبًا بدير الأنبا مقار، ويُعد واحدًا من ألمع اللاهوتيين والكُتاب الكنسيين المُجددين في القرن العشرين. للأب متى 187 كتاب ومؤلف منشوريين أثناء حياته، تتميز معظم مؤلفاته بأنها ذات طابع أكاديمي أصيل وروحاني عميق. تشمل المؤلفات كتب تفسيرية، ودراسات لاهوتية، وكتب طقسية وكنسية، وكتب تأملية ورهبانية. ترجمت كتابات المسكين إلى العديد من اللغات، وساهمت في تشكيل الحركة الروحية حول العالم. للمسكين عدد من الكتب والمقالات، موجودة لدى أبنائه في الدير، ولم تنشر بعد، ويقدر عددها بحوالي 232 مقال وكتاب. تعتبر كتابات المسكين استرداد للتقليد الآبائي الأصيل، وقد ساهمت في إرساء النهضة الرهبانية الحديثة في العالم.
[13] متى المسكين، حياة الصلاة الأرثوذكسية. ط.8 (وادي النطرون: دير القديس الأنبا مقار، 2003)، 202.
[14] المرجع السابق، 154.
[15] المرجع السابق، 214.
[16] متى المسكين، الرهبنة القبطية في عصر القديس أنبا مقاريوس. ط.4 (وادي النطرون: دير القديس الأنبا مقار، 2006)، 92.
[17] مقاريوس الكبير، عظات القديس مقاريوس الكبير. ترجمة نصحي عبد الشهيد. ط. 4. سلسلة نصوص آبائية- ج. 85 (القاهرة: مؤسسة القديس أثناسيوس- مركز الدراسات الآبائية، 2004)، 302.
[18] جيروم (342- 420) هو باحث إنجيلي، ومؤرخ كنسي. تعتبر رسائله على جانب هام من الأهمية وعلى الأخص من الناحية التاريخية، له العديد من المؤلفات، من أشهرها كتاب “مشاهير الرجال” (متى المسكين، الرهبنة القبطية، 713).
[19] باليديوس (363- 431) مؤرخ شهير وهو كاتب التاريخ اللوزياكي (Historia Lausiaca)، وهو الكتاب المعروف بفردوس الآباء، وهو يعتبر الوثيقة الأولى والأساسية التي قدمت للعالم تاريخ الرهبنة.
[20] Harold Hunter, 132.
[21] متى المسكين، حياة الصلاة الأرثوذكسية، 212.
[22] Harold Hunter, 133.
[23] Basil, Hexaemeron, XI, 11 in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.8 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 322.
[24] Harold Hunter, 133.
[25] تادرس يعقوب المالطي، نظرة عامة لعلم الباترولوجي في الستة قرون الأولى (الاسكندرية: مارجرجس اسبورتنج، 2009)، 251- 255.
[26] Hilary, On the Trinity, VIII, 30, 33 in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.9 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 369, 370.
[27] الثلاثة الآخرون هم أغسطينوس، وجيروم، وغريغوريوس الكبير (النيصي).
[28] Ambrose, On the Holy Spirit, II, 13 in Philip Schaff, Nicene and Post-Nicene Fathers, Vol.2 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 327.
[29] تادرس يعقوب مالطي، 236.
[30] Harold Hunter, 131.
[31] Cyprian, The Epistles of Cyprian, IX, 4 in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 720, 721.
[32] Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1460.
[33] Novatian, Treatise Concerning the Trinity, XXIX, in Philip Schaff, Ante-Nicene Fathers, Vol.5 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 1526.
[34] Harold Hunter, 131.