كلما استُعلِنت لنا المدينة السماوية الآن، وتجولنا في شوارعها وأحياءها بأرواحنا، وتفرسنا في لمعانها وصفاء تركيباتها وأساساتها، كلما انفصلنا عن هذا الدهر واستُعلنت غلبتنا على هذا العالم، وصار تكريسنا للرب أكثر حدة وحقيقة وعمق!
كلما تجولنا في شوارع المدينة السماوية الذهبية ورأينا أساساتها العظيمة، كلما زاد إدراكنا بصغر هذا العالم وتفاهة نظامه!!
كلما زادت أوقات استعلان سكننا في المدينة السماوية، كلما حسبنا أنفسنا غرباء عن هذا العالم، وزاد تآلفنا مع سكننا في هذه المدينة السماوية الآن وفي الدهر الآتي أيضًا!! هلليلويا!! لسنا غرباء.. صرنا أهل بيت الله.. وبيته نحن إن ثبتنا على بداءة الثقة!!
"بِٱلْإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. بِٱلْإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، سَاكِنًا فِي خِيَامٍ مَعَ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ٱلْوَارِثَيْنِ مَعَهُ لِهَذَا ٱلْمَوْعِدِ عَيْنِهِ. لِأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي لَهَا ٱلْأَسَاسَاتُ، ٱلَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا ٱللهُ."
(ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ١١: ٨ - ١٠)