إيليا والمعمدان

fiery lion

مشاركة المقال:

عزيزي… عزيزتي…
أريد أن أتحدث معك في هذا المقال عن واحدة من أروع وأعظم مشيئات الله لهذا الزمان الذي نحياه… إنها مشيئة الله أن يخلق له جيلاً مميزًا جدًا… مشيئة الله أن يصنع لنفسه جيلاً مختلفًا… مقدسًا… قويًا… مُحَرَرًا من القيود… مشفيًا من الأمراض الروحية والنفسية والجسدية… مشيئة الله أن يصنع جيلاً مَحلُولاً أيضًا من لعنات الأرض والآباء و الأجداد… قادرًا على مواجهة العدو… متيقنًا من النصرة التي له في المسيح يسوع…أريد أن أتحدث معك عزيزي عن مشيئة الرب لهذا الجيل… لعلك تكون قد سمعت قبلاً عن هذا الموضوع في اجتماعات روحية أو كلمك الرب بهذه الكلمات قبلاً في قلبك، فالرب يعلن عن مشيئته لأولاده في أماكن متعددة وخدمات متعددة، وهذا هو صوت الرب لأولاده في هذه الأيام.
فإن كنت عزيزي قد عرفت عن مشيئة الرب هذه قبلاً، أريد أن أشجعك بهذه الكلمات التي سوف تقرأها، وأؤكد لك هذه الكلمات التي عندك من الرب. و إن كنت لم تسمع شيئًا عن هذا الأمر قبلاً، أصلي أن الروح القدس يعمل في قلبك بهذه الكلمات، فتتشجع و ترى نفسك واحدًا من أبناء هذا الجيل القوي الذي يُعده الرب، وتصلي معي أن تثبت مشيئة الرب لهذا الجيل.

قارئي العزيز.. قد تسأل نفسك في البداية قائلاً لماذا يريد الله أن يعد لنفسه جيلاً مميزًا في هذه الأيام؟!
والإجابة تجدها من خلال كلمة الله… فكلمة الله تعلن أنه كلما اقترب المجيء الثاني للمسيح، كلما ازدادت صعوبة الأزمنة “ولكن اعلم هذا أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة” 2تي 3 : 1
ولكن على الرغم من هذا، فإن لنا أن نهتف هلليلويا للرب، فإنه على الرغم من صعوبة الأزمنة الأخيرة فإن الرب يقدم لنا وعده بجيل مختلف حيث تزداد النعمة المُقَدمَة لنا جدًا.. “ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر، فيتنبأ بنوكم وبناتكم، ويرى شبابكم رؤى ويحلم شيوخكم أحلامًا.” أع2: 17
فالرب يريد في الأيام الأخيرة، التي نحيا فيها بلا شك، أن يقيم لنفسه جيلاً يكون قادرًا على إعداد الطريق أمام مجيئه الثاني… وكما أتى يوحنا المعمدان بروح إيليا ليعد الطريق أمام الرب في مجيئه الأول، حيث شهد الرب عنه “ولكن أقول لكم أن إيليا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به ما أرادوا” مت12:17، فهكذا مشيئة الرب أن يقيم له جيلاً ناريًا، يأتي بمسحة المعمدان وإيليا، لكي يُعِد الطريق أمام مجيئه الثاني الذي اقترب جدًا…

ولأجل هذا فإن كل جيل يأتي، يريد الرب أن يمسحه بقوة أكثر، لأنه الجيل الأقرب لمجيئه الثاني… ولهذا فبالتأكيد إن مشيئة الرب لجيلنا هذا هي أن يكون جيل فيه استعلان لقوة الرب أكثر من كل الماضي… فكلما تقدمت الأجيال وزاد اقترابنا من مجيء الرب الثاني، كلما أصبح الاحتياج إلى إعداد الطريق أمام الرب أكثر وأكثر…. هلليلويا، فنحن جيل يريده الرب أقوى وأقوى، ونحن كنيسة يريدها الرب مُرهِبة للعدو أكثر وأكثر… ارفع صوتك معي عزيزي القاريء واطلق كلمة إيمان تُعلن بها أثناء قراءتك لهذه الكلمات أنَّ مشيئة الرب لهذا الجيل لن ولن تفقد بإسم الرب يسوع…

والآن عزيزي… هيا بنا لكي نتأمل مشيئة الرب لهذا الجيل، هذا الجيل الذي يصنعه الرب ليكون صوت صارخ في البرية يعد الطريق أمام مجيئه… هلم بنا لنذهب للمعمدان ولإيليا، لنسألهما ونتأمل في بعض تفاصيل حياتهما، لنتعلم ماذا يريدنا الرب أن نكون لنعد الطريق أمامه، هيا فتضيء أمامنا الكلمات بقوة، ونفهم الرموز النبوية باستنارة تشعل قلوبنا بالروح القدس..

الرمز النبوى فى ملابس ايليا والمعمدان

المُتأمل للأوصاف التي جاءت في الكتاب المقدس عن يوحنا المعمدان وإيليا، لابد أن يتوقف أمام ما جاء من وصف لملابس كلٍ منهما، فقد اشتركا هما الإثنان في ارتدائهما منطقة من جلد، إذ يذكر لنا الكتاب عن إيليا أنه: “رجل أشعر متنطق بمنطقة من جلد على حقويه ” (2 مل 1 : 8 )، وجاء المعمدان أيضاً “لباسه من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد” (مت 3 : 4)
وقد تتسائل عزيزي… هل يمكننا أن نتعلم من هذا أي شيء!!! نعم بكل تأكيد!! فالكتاب المقدس قد كُتِب كله بالروح القدس لأجل تعليمنا… إذًا فإلى ماذا تشير تلك المنطقة من جلد؟؟؟
إن الملابس المصنوعة من الجلد في الكتاب المقدس تتحدث لنا أول ما تتحدث في سفر التكوين، أول أسفار الكتاب المقدس، حيث نقرأ: “وصنع الرب الإله لآدم و امرأته أقمصة من جلد وألبسهما.” (تك 3 : 21)… هلليلويا… فمنطقة الجلد تتحدث لنا عن نعمة الرب التي تسترنا، ومنطقة الجلد تتحدث لنا عن التدبير الإلهي… فعندما فشلت الأقمصة التي من ورق التين، التي صنعها آدم و حواء ليسترا عريهما، صنع لهما الرب الإله أقمصة من جلد وألبسهما… ويأتي المعمدان بمسحة إيليا لابسًا منطقة من جلد, يعلن بها لنا، ربما بدون أن يدري، اعتماده على نعمة الله التي تستره!! ويعلن بها رفضه الوسائل البشرية ورفضه أعمال الجسد ورفضه للخدمة التي بالجسد، فورق التين الذي صنع منه آدم و حواء مآزر لستر عريهما، كان رمزًا لأعمال الجسد…منطقة الجلد تُعلمنا أن نُعد طريق الرب ونخدمه خدمة الأيام الأخيرة بالطريقة التي يحددها الرب بذاته…والجيل الذي يخلقه الرب لنفسه في هذه الأيام سيتعلم كيف يخدم هذه الخدمة التي بالروح، لن يحاول هذا الجيل أن يصطنع لنفسه خدمات تؤسس بالأفكار البشرية, لن يحاول أن يصنع لنفسه مآزر من ورق التين…. ولن يحاول أن يأتي باسماعيل عندما يتأخر وعد الرب…لكنه سينتظر في محضر الرب حتى يُعطَى الخدمة من يد الرب بنفسه، ستكون خدمته هي “الخدمة التي أخذتها من الرب يسوع” (أع20: 24)…

هلليلويا لأجل جيل يؤمن بمعجزات الإله القدير… هلليلويا لأجل جيل يصدق أن الرب يستطيع أن يؤيد الكلمة بالآيات والعجائب، جيل يعمل.. “والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة” (مر16: 20)… هلليلويا لأجل جيل لن يخجل من إعلان إيمانه بأن الله قادر أن يفتح عيني الأعمى اليوم، ويخلق آذان جديدة للأصم اليوم، ويشفي مرضى شلل الأطفال اليوم، ويطيل الأرجل القصيرة، ويخلق الأصابع المفقودة، ويشفي مرضى السرطان والإيدز أيضًا اليوم… هو يهوه رفا… “الرب الشافي”(خر15: 26) وهو إيل شداي…”الله القدير” (تك17: 1) الذي يخلق جيلاً لنفسه، بمواصفاته الخاصة وبقدرته الإلهية في أيامنا هذه…

عزيزي هل تصلي معي أن يؤيدنا الرب بالإيمان في هذه الأيام لكي نصدق طرقه، ونرفض كل عدم إيمان وكل شكلية وتقليدية في العبادة ؟؟ هل تصلي معي وأنت تقرأ هذه الكلمات لكي يحرر الرب أولاده من أي أفكار عدم إيمان قد يكونوا قد توارثوها من الأسر أو العائلات ولكي يجدد الرب الأذهان بكلمات الكتاب المقدس الذي يعلن أن الله لا يتغير ولا يعتريه ظل دوران…..
والآن هيا عزيزي القاريء لنتأمل معًا في رمز آخر من حياة المعمدان…يعلمنا منه الرب الصورة التي يريدها الرب للجيل الذي يصنعه لنفسه….ولكن قبل أن نذهب معًا، صل معي هذه الصلاة القصيرة:

……………..يا رب افتح عيني لأرى عجائب من كلمتك…………….

الرمز النبوى فى طعام المعمدان

1- الجراد:

"ويوحنا هذا كان لباسه من وبر الإبل وعلى حقويه منطقة من جلد، وكان طعامه جراداً وعسل برياً"

ما أروع طعام المعمدان… جراد و عسل برى !!
فى الواقع أتعجب كثيراً من بعض التفاصيل التى يذكرها الكتاب المقدس. و لكن أتعجب أكثر حينما تضئ أمامي معاني هذه التفاصيل !!!
الجراد…. الجراد فى الكتاب المقدس يتحدث عن التخريب و الخسارة.
ففى يوئيل يتكلم عن التخريب الشامل الذى يحدثه الجراد في أطوار عمره المختلفة حيث يقول “فضلة القمص أكلها الزحاف و فضلة الزحاف أكلها الغوغاء وفضلة الغوغاء أكلها الطيار.” (يوئيل1: 4)
كما أن الجراد جاء ذكره في سفر الرؤيا في وصف الأرواح الشريرة[1] الخارجة من بئر الهاوية ” ففتح بئر الهاوية فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر. ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطى سلطاناً كما لعقارب الأرض سلطان.” (رؤ 9 : 2 ، 3)
الجراد نوع من الحشرات اختارها الله ليرمز بها للتخريب وليستخدمها فيه والجراد فى الكتاب المقدس يرمز إلى العدو فهو يرمز إلى الأرواح الشريرة . ولكن اقرأ معى هذه الكلمات المشجعة : “وأعوض لكم عن السنين التى أكلها الجراد والغوغاء والطيار والقمص جيشي العظيم الذى أرسلته عليكم .” (يوئيل 2 : 25)
إن الرب يعد بأن يعوض عن كل ما خربه الجراد…. هلليلويا .
ولكن ماذا عن الجراد نفسه ؟!! هل يعوض الرب عن السنين ويترك الجراد نفسه ليفسد سنين أخرى ؟!
بالطبع لا ….إن يوحنا المعمدان يخبرنا بطعامه الغريب عن مصير الجراد، كما يخبرنا عن مشيئة الرب تجاه الجيل الذي يُعد الطريق أمام مجيئه الثاني… إن هذا الجيل الذى يعده الله، أحد المهام المُوكَلة إليه هى أكل الجراد المُخرب، أي وقف عمله وإبطال تأثيره وتضييق تخومه إلى الفناء، إن هذا الجيل قد أُعطي سلطاناً ليقف فى وجه الأرواح الشريرة بطريقة خاصه جداً . فقد أعطى الله لهذا الجيل عيوناً روحية مفتوحة ترى وتميز نشاط العدو بوضوح، بل وفى بعض الأحيان ترى العدو نفسه بالعين[2]، وقد تنفتح الحواس على عالم الروح فتُعطى القدرة على التمييز مرات بالشعور ومرات بالسمع ومرات باللمس، كما قال أليفاز:
“فمرت روح على وجهي. اقشعر شعر جسدي” (أي4: 15)[3] نعم إن الله يمسح هذا الجيل لرؤية مختلفة تساعدهم على أداء مهمتهم الخاصة فى مواجهه العدو، صحيح أنها ليس القاعدة العامة أن تعمل موهبة التمييز بهذه الطريقة، ولكن قد يحدث هذا، كما كان يحدث مع كثير من الآباء والقديسين الأوائل.[4]والمؤكد أن الله يعطى تمييزاً مختلفاً لهذا الجيل… بل أن هذا الجيل يتغذى على العدو، فكل ما يصنعه العدو لإضعافه، يتحول إلى خير وقوة وارتفاع هذا الجيل، وكما كان المعمدان يأكل الجراد ويشبع هكذا هذا الجيل يكون العدو خبزه وكما كلم يشوع و كالب بنى اسرئيل قائلين عن العدو”لأنهم خبزنا “(عد41: 9)

يتكلم هذا الجيل ويقول إن العدو خبزنا، الأرواح الشريرة خبزنا، هيا عزيزي القاريء… اعلن إيمانك أنه فى كل مرة يهجم العدو عليه أن يتذكر أنه سيؤكل…. فى كل مرة تهجم أرواح الخوف، عليها أن تتذكر أنها ستؤكل، وأننا سنزداد شجاعة وإيمان…. فى كل مرة تهجم أرواح الفشل، عليها أن تتذكر أنها ستؤكل وأننا سنزداد رجاء وأمل… وفى كل مرة تهجم أرواح الكبرياء والتدين، عليها أن تتذكر أنها ستؤكل وأننا سنزداد اتضاعاً وحرية… هلليلويا…بل أن هجمات الجراد فى حد ذاتها تعلن لنا عن قرب يوم الرب ومجيئه، مما يزيدنا قوة ورجاء، ويشعلنا بالروح فنصبح أكثر رعبًا لأعدائنا…هلليلويا لأجل جيل يعد الطريق أمام الرب وينقي الأجواء الروحية من عمل إبليس وجنوده… هلليلويا لأجل جيل يُخلق للرب يهزم مملكة الظلمة ويأتي بانتصار الرب على الصليب إلى أرض المعركة… هلليلويا لأجل جيل يحتمي بالدم ويواجه العدو بكل شجاعة ويعلن أن الرب المنتصر يقود كنيسته نحو الانتصار، هلليلويا لأجل جيل يفرح قلب الرب، ويقضي على سيطرة الجراد التي لن تدوم طويلاً… فها هو الرب آت وها هو جيل يُخلق للرب يُعد الطريق أمام مجيئه…
والآن… إذا كان هذا ما يخبرنا به المعمدان بأكله للجراد …. فماذا عن أكله للعسل البري؟!!

2- العسل البري:

" وكان طعامه جراداً وعسلاً برياً."

العسل في الكتاب المقدس يرمز إلى الكلمة والتعليم . “عن أحكامك لم أمل لأنك أنت علمتنى. ما أحلى قولك لحنكي أحلى من العسل لفمي” مز 119 : 102 ، 103
وأيضاً يقول داود : ” شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيماً. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب.أحكام الرب حق عادله كلها .أشهى من الذهب والأبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد.” مز19 :7 – 10
وأما حزقيال ففي مقابلته مع شخص الرب بذاته أمره الرب .” أفتح فمك وكُل ما أنا معطيك .كُل هذا الدرج و اذهب كلم بيت اسرئيل . ففتحت فمى فأطعمنى ذلك الدرج…” حز 2 : 8 فأكلت فصار في فمي كالعسل حلاوة” حز 3 : 1 – 3
العسل هو الكلمة والتعليم. ولكن لِمَا عسل بري على وجه الخصوص ؟ ما دخل البرية في نوعية العسل ؟
اقرأ معى تثنية الأصحاح الثاني والثلاثين :
“وجده فى أرض قفر و فى خلاء مستوحش خرب. أحاط به ولاحظه و صانه كحدقة عينه. كما يحرك النسر عشه و على فراخه يرف ….. أركبه على مرتفعات الأرض فأكل ثمار الصحراء. و أرضعه عسلاً من حجرٍ و زيتًا من صوان الصخر.” تث 32 : 10 – 13

الكثير من أبناء هذا الجيل هذا هو لسان حالهم “وجدنى فى أرض قفر”، “وأرضعني عسلاً من حجر” إن العسل البري يرمز إلى الكلمة النبوية والتعليم الذي يأتي في البرية. ولنلاحظ أن الجيل الذي دخل أرض الموعد، كان هو نفسه الجيل الذي وُلِد في البرية. فالجيل الذي خرج من أرض مصر و رأى عجائب الرب في مصر لم يدخل أرض الموعد بسبب تمرده وعدم إيمانه، لذا لم يسمح الله لجيل الخروج بدخول أرض الموعد، فيما عدا يشوع وكالب الذين لم يشاركا الجيل القديم في عدم الإيمان.(تثنية 1: 34- 39) بل أن الرب قال للآباء المتمردين عليه والغير واثقين فيه، كلمات واضحة جدًا تقول: “أما أطفالكم الذين ادعيتم أنهم يصبحون غنيمة، وصغاركم الذين لا يميزون بعد الخير والشر، فهم يدخلون إلى هناك ولهم أهب الأرض وهم يرثونها.” تث1: 39 …

هلليلويا… الجيل الصغير الأخير المولود في البرية، الذي تعلم عن عجائب الرب وربما لم يرها، هذا الجيل مدعو للدخول إلى أرض الموعد، مدعو للدخول إلى ملء البركة وتحقيق المواعيد…. يخرج المعمدان متلذذًا بأكل العسل البري، معلنًا أن الجيل الذي تلقى تعليمه الروحي وسط القفر، وبدون أي مشجعات للإيمان من الواقع، بل على العكس وسط واقع يتحدى الإيمان في كل يوم، هذا الجيل نفسه مدعو ليعد الطريق أمام الرب… مدعو ليدخل لأرض الراحة…. هذا الجيل الذي لم ير البحر الأحمر وهو يُشق، لكنه سمع وآمن وانتظر، سيعد الطريق وسيعبر وسيدخل…

وأنت عزيزي القاريء… هل تشعر أنك ولدت في البرية؟ هل تشعر أنك تسمع عن أمور كثيرة صنعها الرب في الماضي، ولكنك لا ترى مثلها الآن؟؟ هل تتسائل لماذا أعبر بهذا الوقت الصعب في حياتي؟ أو لماذا البرية؟ الإجابة إنك مدعو لتكون واحدًا من الجيل الذي يُعد الطريق أمام الرب… إنك مدعو لتأكل من العسل البري… مدعو لتتذوق عسلاً من حجر وزيتًا من صوان الصخر… وإلى ماذا يرمز الحجر أو الصخر في الكتاب المقدس؟! اقرأ معي الكلمات الآتية “والحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية” مر 12 : 10 هلليلويا… إن شخص الرب يسوع بذاته هو الحجر… والرب يسوع بذاته أيضًا هو الصخر ” وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً. لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح.”1 كو 10 : 4 …. إنك مدعو لكي تأكل بالروح القدس من يد الرب شخصيًا عسلاً بريًا…ومن ثَمَ تخرج كالمعمدان منتصرًا وسط البرية… تصرخ بسلطان ” أعدوا طريق الرب، واجعلوا سبله مستقيمة…” مت3: 3

والآن أريد أن أختم حديثي معك عزيزي القاريء بهذه الصورة النبوية التي أدعوك لأن تتخيلها معي، وتصلي في قلبك أن تصبح حقيقة…. صورة شباب و شبات خارجين من البرية بسلطان… متمنطقين بالجلد!! أي رافضين أعمال الجسد… وجوههم مرعبة للعدو… صلبة كصوان… آكلي جراد!!! العدو خبزهم…. يعدون الطريق أمام الرب…. يرفعون الحجارة… يأمرون العدو أن يرحل عن تخومهم… وجوههم بها نضارة الشبعان بالرب… فهم يتغذون على العسل الذي هو الكلمة والتعليم من يد الرب شخصيًا… وإذ يأكلون من العسل تزداد استنارتهم… ويزداد حبهم للرب و يبوقون بأعلى أصواتهم… أعدوا الطريق للرب…. فالملك آت سريعًا…..سيملك و سنملك معه (2تي2: 12, رؤ5: 10) و الروح و العروس يقولان تعال و مَن يسمع فليقل تعال (رؤ22: 17)…. آمين تعال أيها الرب يسوع (رؤ22: 20)….

لقراءة الجزء الثاني: /https://HeavenUponEarth.com/Link

[1] الأب دانيال, الشيطان تحت الأقدام.(القاهرة: جي.سي.سنتر, مارس 2000) ص 229
[2] بيتر واجنر, مَن يغلب.(القاهرة: أوغسطينوس لخدمات الطباعة, 1999) ص 85.
أيضًا, براين ج. بايلي, المعزي.(القاهرة: P.T.W. ,2002) ص 207
[3] جون إدواردز, تمييز الأرواح.(القاهرة: P.T.W. , 2002)ص 57- 73
[4] راهب ببرية شيهيت, فردوس الاباء- الجزء الأول (الاسكندرية:مركز الدلتا للطباعة, 2005) ص 36-40

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عن المؤلف

Picture of د. ثروت ماهر
د. ثروت ماهر
الدكتور ثروت ماهر هو رجل نهضات وخادم متفرغ للوعظ والتعليم والكتابة والبحث اللاهوتي. حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة الزقازيق، ثم بكالوريوس الدراسات اللاهوتية بامتياز من كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، ثم درجة ماجستير اللاهوت بامتياز من الكلية نفسها. وبعد ستة سنوات من الدراسة بجامعة ريجينت بفرجينيا، حصل الأخ ثروت على درجة الدكتوراة بامتياز في اللاهوت والتاريخ (PhD) من جامعة ريجينت في مارس ۲۰۱۹. كما يخدم د. ثروت ماهر في منصب العميد الأكاديمي بكلية لاهوت الإيمان الوسلية بميدان فيكتوريا منذ عام ٢٠١٩، وهو عضو بلجنة اعتماد كليات اللاهوت الدولية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أسس دكتور ثروت ماهر، وزوجته جاكلين عادل، في سبتمبر عام ٢٠١٦، خدمة السماء على الأرض وهي خدمة تعليمية تعبدية لها اجتماع أسبوعي بكنيسة المثال المسيحي بشبرا.