المُلك الألفي الحرفي: نظرة كتابية لاهوتية

المُلك الألفي

مشاركة المقال:

المقدمة

عند مولده سَجد له رجالٌ من الشرق باعتباره “ملك اليهود” وعند موتِه كَتب فوق صليبه رجالٌ من الغرب لافتة: “ملك اليهود”.
فكالملك وُلِد، وكالملك دخل في موكب وديع إلى أورشليم، وكالملك حوكم وأُدين، وكالملك اعترف به اللص التائب. لكن القصة لم تنته عند هذا الحد، فإنه عن قريب كالملك سيعود، لأنه الملك الموعود.
لقد أتى مرة ليُخلِّص، وسيأتي ثانية ليدين. لقد أتى مرة في تواضع وصلبوه، وهذا هو نصف الحق، أما نصفه الآخر فهو مجيئه الثاني بالمجد، وعلى رأسه التيجان الكثيرة، ليسود على الكل.
عن قريب سيملك ذلك الملك المُعظم في كل البقاع، وسيكون الاعتراف به والسجود له بالإجماع… (يوسف رياض، من كتاب المسيح الملك)[1].

مُلك المسيح الآتي على الأرض – أو المُلك الألفي أو مُلك الألف سنة: حقٌ نجد صداه مُدويًا في الوحي المقدس عبر مواضع مُتعددة في العهدين القديم والجديد على السواء.
وعلى الرغم من أن مُلك الألفِ سنة هو حق، وحقيقة تُعزي كثيرين، وتُشدد إيمانهم، وتُقوي رجاءهم، بل ويعتبرها الكثيرون بمثابة العصر الذهبي السعيد[2] الذي سيملك فيه المسيح الملك. إلا أن هذه الحقيقة عينها، حيرت كثيرين، وتعثر فيها كثيرون، بل ورفضها البعض الآخر رفضًا قاطعًا، لا هوادة فيه واعتبرها البعض الآخر تراثا عبريًا غير أصيل، تسرب إلى المسيحية ضمن ما ورثته من التراث العبري[3].
وما بين أولئك وهؤلاء، بل فوقهم جميعًا، يعلو صوت الوحي المقدس، مُناديًا، ومُشجعًا: “مُبارك ومُقدس مَن له نصيب في القيامة الأولى. هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم، بل سيكونون كهنة لله والمسيح وسيملكون معه ألف سنة.” (رؤ20: 6)
وأمام إعلان الوحي الصريح، يليق بالمؤمنين الاقتراب لكلمات الوحي المقدس بالإجلال، وبكل نشاط واجتهاد، كأهل بيرية المكتوب عنهم ” فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم. ” (أع7: 11)
وعلى هذا، فإن هذا البحث هو دراسة في الإصحاح العشرين من سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي، الأعداد العشر الأوَّل، وهي تلك الأعداد التي تكرر فيها اصطلاح “الألف سنة” ست مرات.
إذ يناقش هذا البحث ” أصالة الاعتقاد بالملك الألفي من خلال التفسير الكتابي الصحيح “.
حيث يتناول هذا البحث تفسير النص الكتابي المُشار إليه (رؤ20:1 -10) تفسيرًا طبيعيًا (حرفيًا)، أي تفسير النص كما هو وبالطريقة الطبيعية لاستخدام اللغة، متتبعًا المجرى اللاهوتي، أي متتبعًا الحقائق اللاهوتية للموضوع عبر أسفار الكتاب بعهديه[4]، لبعض الاصطلاحات الأخرى الواردة في النص والتي تخص موضوع البحث وفاحصًا الآراء المختلفة حول مُلك الألف سنة، ومُبرهنًا على أصالة الاعتقاد بالمُلك الألفي، باحثًا في طبيعة هذا المُلك، وزمانه، ومكانه، ومَن هم الذين سيملكون فيه مع المسيح.
وذلك من خلال تقسيم النص إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول ويتضمن الأعداد (1 – 3) والقسم الثاني ويتضمن الأعداد (4 -6) والقسم الثالث والأخير ويتضمن الأعداد (7 – 10).

الفصل الأول

رؤ10: 1 – 3

في الأعداد الثلاثة الأولى من النص موضوع الدراسة ورد اصطلاح “الألف سنة” مرتين مُعَبرًا عن فترة زمنية أثناءها يقيد التنين، أو الحية القديمة، ويطرح في الهاوية ويُغلق عليه، وذلك لكي لا يُضل الأمم. ثم يُحَل زمانًا يسيرًا بعد انقضاء الألف سنة. هذا وتثير هذه الأعداد ثلاث أسئلة رئيسية:
السؤال الأول حول طبيعة فترة الألف سنة وهل هي حرفية أم رمزية، والسؤال الثاني حول ماهية التنين وهل هو مقيد الآن أم لا، أما السؤال الثالث فهو حول ماهية الهاوية. ويجيبنا الوحي الإلهي على هذه الأسئلة بوضوح كالآتي:

طبيعة الألف سنة:

الألف سنة، هي ألف سنة حرفية، إذ لم يُصرح الوحي بأنها رمز لأي شيء، أو مَجَاز عن أي شيء. ولكن على العكس، لقد استخدمها الوحي في هذا الجزء وفي أجزاء أخرى تابعة بطريقة صريحة ومحددة. وعلى هذا فإن الألف سنة تساوي ألف سنة. ويؤيد هذا الرأي متى هنري، إذ يقول في تفسيره: “أما مُدة هذا الحُكم على الشيطان فهي “ألف سنة” وبعدها يُحل ثانيةٍ لمدة وجيزة”[5].
كما أورد هذا الرأي أيضًا ابن الكاتب القيصر وهو أحد علماء الكنيسة الأرثوزكسية القبطية، إذ يؤكد في تفسيره على حرفية الألف سنة[6].
ويعترض البعض على هذا قائلين أن الله لم يقصد “ألف سنة” حرفية وإنما ذكر هذا مجازًا، كناية عن طول المدة[7]. ويرد الكتاب المقدس بنفسه على هذا الاعتراض بأنه في جميع النبوات التي حدد الله فيها أزمنة مُعينة، تمت هذه النبوات بحرفيتها، وهذا هو عين ما يذكره يوسف رياض في كتابه (المسيح الملك) إذ يذكر، على سبيل المثال لا الحصر، تحديد الله لسِني اغتراب نسل إبراهيم بأربعمئة عام وكيف تم هذا حرفيًا (تك15: 13 ، أع7: 6) ويذكر أيضًا تحديد سنين السبي البابلي بأنها سبعين عامًا تمت حرفيًا (ار25: 12 ، دا9: 2) بل أن الأسبوع الأخير المَذكور في سفر الرؤيا هو سبع سنين حرفية، إذ أن نصفه مذكور بالسنين ثلاث سنوات ونصف (رؤ12: 14) وبالشهور اثنين وأربعين شهرًا (رؤ13: 5) بل وبالأيام ألف ومائتين وستين يومًا (رؤ12: 6)[8].
وعلى هذا؛ فإنه لا مجال للاعتراض بأن الألف سنة هي فترة مجازية، إذ لا يستقيم هذا الرأي مع الحوادث والشواهد الكتابية المذكورة، فالألف سنة حرفية ويُقيَد فيها التنين، والسؤال الآن حول ماهية هذا التنين، وهل هو مُقيد الآن أم لا؟

ماهية التنين، وهل هو مُقيد الآن أم لا؟

يُفسر النص، بذاته، السؤال المُتعلِق بماهية التنين، إذ يقول: “فقبض على التنين، الحية القديمة، الذي هو إبليس والشيطان”؛ إذاً فالتنين أو الحية القديمة هو إبليس أو الشيطان، هذا ويمكن أيضًا ملاحظة استخدام اسم التنين مُقترنًا بإبليس في (رؤ12: 9) كما يمكن أيضًا فهم استخدام اسم الحية القديمة مُقترنًا بإبليس وذلك بالرجوع إلى قصة سقوط الإنسان (تك3: 1, 13).
ويكتب الرسول يوحنا بالروح القدس أنه رأى الشيطان يُقبَض عليه ويُقيَد لمدة ألف سنة، هذا ويعتقد البعض بأن هذا حادث الآن، أي أن الشيطان مُكَبَلاً الآن في هذا العصر، عصر الكنيسة، ويبرهن البعض على ذلك بانتشار الكرازة في العالم كله[9]، ويعتقد البعض الآخر أن الشيطان مُقيد الآن بمعنى أنه قد كُبِح جماحه، ليس من كل شر ولكن لكي لا يضل الأمم.[10] هذا ويجيب الكتاب المقدس أيضًا على هذه الاعتقادات الخاطئة: فكيف يكون الشيطان مقيد الآن والرسول بولس يحذرنا منه قائلاً “لا تعطوا إبليس مكانًا” (أف4: 27)، بل ويقول عنه الرسول بطرس بوضوح “إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو” (1بط 5 : 8)، هذا وتثبت الأحداث أيضًا على المستوى العالمي أن إبليس يعمل جاهدًا على إضلال الأمم، وإلا فما تفسير تلك الأمم التي تحيا في ظلام بعيدة عن حق الإنجيل. بل أن العدد الثالث من النص موضوع الدراسة يقول أن إبليس بعدما قيد، طُرح في الهاوية وأغلق عليه، وعلى هذا لا يترك النص أي مجال لاستخدام المجاز في التفسير أو محاولة التفسير تفسيرًا روحيًا، إذ أنه بمتابعة المجرى اللاهوتي لماهية الهاوية، يتضح أن الهاوية هي مكان حقيقي لها بواباتها التي تقع تحت الأرض وتحت البحر، كما سيتضح لاحقًا، وعليه فإن إبليس سيقيد ألف سنة حرفية ويُلقى في مكان حقيقي وهو الهاوية التي سيتم توضيح ماهيتها في الجزئية القادمة، لإثبات أن إبليس غير مُقيد فيها الآن، وعليه فالملك الألفي لم يبدأ بعد.

ماهية الهاوية، وهل إبليس مُقيد فيها الآن أم لا؟

يختلف الكثيرون حول ماهية الهاوية، فيرى البعض أن الهاوية حالة وليست مكانًا[11] أو أنها الدفن والمُكوث في حال الموت[12]. وبفحص هذا الرأي في ضوء الكلمة المقدسة، يلاحظ أنه لا يوجد له سند كتابي كافٍ، بل على العكس، تكلم الرب يسوع بوضوح عن الهاوية كمكان حقيقي في قصة الغني ولعازر (لو16: 19) هذه القصة التي لا يمكن التعامل معها كمثل إذ أنه لا يوجد في تفاصيلها ما يشير إلى أنها مثل، بل يوجد ما يؤكد أنها واقعية، إذ يذكر الرب اسم أحد شخصياتها وهو لعازر.[13]
وكلمة هاوية في الأصل العبري، تنطق “شاؤول”، وجاء عنها في (عد16: 20):
“فتحت الأرض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا أحياء إلى الهاوية”، وذلك يدل على أنها مكان حرفي، إذ ابتلعتهم أحياء، فهي ليست حالة، وهذا المكان كما يوضح النص يقع أسفل الأرض بشكلٍ ما، أو يمكننا القول بأكثر دقة أن المرور له يتم من خلال مواضع/بوابات ما أسفل الأرض، وهكذا بالنسبة للبحر، إذ يقول سفر الرؤيا أن البحر سلم الأموات الذين فيه (رؤ20: 13)، وهذا يدل على أن المرور للهاوية – منها وإليها – يتم من خلال مواضع/بوابات تقع أسفل البحر. والعلم الحديث صار بإمكانه شرح فكرة “البوابات/ الأنفاق” التي توصل لعوالم أخرى، من خلال نظرية النسبية ونظريات ميكانيكا الكم، وما يرتبط بها من ملاحظات، كاكتشاف “الثقوب السوداء”.
وتذكر قصة الغني ولعازر قسمين في الهاوية، القسم الأول لأرواح الأبرار وهو الذي كان فيه إبراهيم ولعازر، والقسم الثاني لأرواح الأشرار وقد كان فيه الغني، وكان بين القسمين هوة عظيمة (لو16: 26)، ويعبر عن هذين القسمين في اليونانية بالكلمة “هادِس”. غير أن العهد الجديد يستخدم لفظًا آخر، ترجِم في العربية هاوية أو بئر الهاوية، وينطق”أبيسوس” ومعناه الحرفي مكان لا قرار له، وهو ذات اللفظ الذي استخدِم في الأعداد موضوع هذه الدراسة، وقد ارتبط استخدام هذا اللفظ في العهد الجديد بالأرواح الشريرة[14] مثل ما جاء في (لو8: 31) و (رؤ9: 1, 2).
وعلى هذا يمكن التلخيص بأن الهاوية هي مكان حقيقي في بُعد مختلف عن البُعد الطبيعي للأرض، بوابات الوصول إلى ومن هذا المكان تقع تحت الأرض وتحت البحر، وتتكون الهاوية من قسمين، أحدهما كان للأبرار، وذلك حتى نزول المسيح وتحريره لنفوس الأبرار، بعد الصليب (أع2: 27, 31 و مز16: 10 و أف4: 8- 10)، والقسم الآخر للأشرار، وهم باقون فيه حتى الآن، وبين هذين القسمين هوة عظيمة، وقسم ثالث للأرواح الشريرة، الكلمة اليونانية الدالة عليه لم تستخدم قط للقسمين الآخرين، وهذا هو المكان الحرفي الذي لم يُلقى فيه إبليس حتى الآن ولكنه سيُلقى فيه مُقيدًا لمدة ألف سنة، أثناءها يملك المؤمنون مع المسيح على الأرض، وتفاصيل هذا المُلك هي موضوع الفصل القادم.

الفصل الثاني

رؤ10: 4 – 6

ورد في الأعداد (4-6) من النص موضوع الدراسة، اصطلاح الألف سنة ثلاث مرات، مُعبرًا عن فترة يملك أثناءها فئة من الناس مع المسيح. وقد ورد عن هذه الفئة أنهم قاموا في القيامة الأولى وليس للموت الثاني سلطان عليهم. وقد أوضح الفصل السابق حرفية فترة الألف سنة، وحرفية تقييد إبليس أثناءها وإلقائه في الهاوية.
وأما هذا الفصل فيجيب على الأسئلة الرئيسية التي تثيرها هذه الأعداد، ألا وهي: ما المقصود بملك الألف سنة أو الملك الألفي؟ وما هي القيامة الأولى؟ وما معنى الموت الثاني؟

مُلك الألف سنة:

تؤكد الأعداد (4-6) على مُلك الألف سنة، وتوضح أن هذا المُلك سيحدث بعد القيامة الأولى. هذا وتؤكد نبوات العهد القديم على حقيقة هذا المُلك في أكثر من موضع، مثل ما جاء بسفر المزامير
” أما أنا فقد مسحت ملكي على صهيون جبل قدسي…اسألني فأعطيك الأمم ميراثك وأقاصي الأرض ملكًا لك ” (مز2: 6, 8) وأيضًا مزمور 45 الذي نرى فيه المسيح ملك مُتوج (مز45: 6, 7) ومزمور 72 الذي يصف هذا المُلك ويقول أنه من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصي الأرض (مز72: 8)، وهذا أيضًا ما ذكره زكريا (زك9: 10),،كما تنبأ بهذا أشعياء، إذ قال عن المسيح تكون الرياسة على كتفه ويملك على كرسي داود (اش9: 6,7) وكذلك رأى ذلك دانيال في رؤى الليل (دا7: 13,14)، بل أن الملاك جبرائيل أعلن عن هذا الملك في بشارته للعذراء مريم (لو1: 31,32)، هذا وتكلم المسيح له المجد عن هذا الملك وأطلق عليه ” التجديد ” (مت19: 28)، وقد سأله تلاميذه عن زمان الملك قبل صعوده إلى السماء (أع1: 7) كما يعلن سفر الرؤيا عن هذا الملك في الأعداد موضوع الدراسة.
هذا ويؤيد الكثير من علماء الكنيسة في القرون الأولى الرأي القائل بالملك الألفي مثل إيريناوس وترتليانوس ويوستينوس وآخرون[15] ، إذ يشهد إيريناوس مثلاً: أن مَن يعتقدون بالملك الألفي هم مستقيمو العقيدة، ويقول جوستين الشهيد أنه واثق أن له فكر سليم من جهة أنه سيكون هناك ملك ألفي.
كما يعلق المؤرخ فيليب شاف قائلاً ما معناه أن أبرز نقطة في التعليم الاسخاتولوجي[16]، عند آباء ما قبل نيقية[17]، كانت تعليم المُلك الألفي[18]. ويتفق ابن القيصر أيضًا أن الملك الألفي عقيدة سليمة كتابيًا.[19]
(لأجل الاطلاع على آراء الكثير من آباء ما قبل نيقية التي تؤيد حرفية الملك الألفي: اتبع الرابط الآتي لمقال الملك الألفي عند آباء ما قبل نيقية بقلم د. ثروت ماهر: https://heavenuponearth.com/?p=6124)
هذا، وتنقسم الآراء في هذا عقيدة المُلك الألفي إلى ثلاثة اتجاهات أساسية ينبغي التعريف بها، ليُلم القاريء العزيز بجميع الآراء، وهي كالآتي:

الاتجاه الأول: وهو ما يؤيده الباحث، وقد تم شرحه و إثباته كتابيًا وتاريخيًا، وملخصه أن الملك الألفي حرفي ويحدث بعد القيامة الأولى ومجيء المسيح يسبقه، لذا يسمى Pre-Millennium أي سابق الألف سنة، ومن أوصاف الحياة في الملك الألفي أن الشيطان يكون مُقيدًا, وتعود الحيوانات لطبيعتها الأليفة (اش11: 6- 8) وتغطي معرفة الرب الأرض كما تغطي المياه البحر ولا يوجد حرب (اش2: 2 -4) وتطول الأعمار (اش65: 20)وتتضح دائرتان للمُلك: الدائرة السماوية (رؤ21: 9- 26) حيث الشعب السماوي، الذي هو الكنيسة، والدائرة الأرضية حيث الشعب الأرضي (إش11: 11- 13, 33: 24) وسيتم حكم الدائرة الأرضية من خلال الدائرة السماوية حيث أن الكنيسة لن تعود إلى الأرض مرة أخرى، إلا في تكليفات خاصة لأعضائها، لكن ستحكم الأرض من خلال الدائرة السماوية، حيث ستكون جميع الحدود بين الأرض والسماء قد اختفت، والدائرتان مفتوحتان على بعضيهما، ولكن سيبقى المسيح الملك هو مركز الدائرتين السماوية والأرضية[20]، ويُبنى الهيكل في أورشليم (زك6: 12)[21]،كما سُمي المُلك الألفي بعدة مُسميات في كلمة الله، منها: ملكوت ابن الإنسان(مت16: 28)، أوقات الفرج(أع3: 19)، أزمنة رد كل شيء(أع 3: 20, 21)، ملء الأزمنة(أف1: 9, 10)، العالم العتيد(عب2: 5)[22].

الاتجاه الثاني: والباحث لا يتفق مع هذا الاتجاه ولا يؤيده، وينادي هذا الاتجاه بأن مجيء المسيح والقيامة سيكونا بعد الملك الألفي، ولذا يسمى Post-Mill أي لاحق الألف سنة.[23] وهذا الاتجاه ينادي بأن الملك الألفي سيتم نتيجة ما يحدث الآن من الكرازة بالإنجيل وامتداد الكنيسة، إذ يأتي الوقت الذي يكون المسيح فيه ملكًا على الأرض وذلك عندما يقبل العالم كله الإنجيل، وبعد فترة الملك هذه يأتي المسيح في مجيئه الثاني.

ويرد الكتاب المقدس بنفسه على هذا الاعتقاد الخاطيء ونجد هذا الرد مذكورًا في دائرة المعارف الكتابية[24] ويمكن إيجازه في أن المسيح لم يعلم أبدًا أن الإرسالية للكرازة أو التلمذة ستجدد العالم كله بل على العكس تكلم المسيح عن الاضطهاد والألم وأخبر بأن البعض سيرفضون الإنجيل، كما علم المسيح بوضوح أنه عند مجيئه سيكون هناك قمح وزوان وخراف وجداء، أي أنه عند مجيئه سيكون هناك مَن لا يملك الرب عليهم وهؤلاء هم الذين للهلاك، فلا مجال لموضوع قبول العالم كله للإنجيل في هذا الكلام. أيضًا الرسل لم يشيروا أبدًا في تعليمهم أنهم ينتظرون مُلك من البر والسلام قبل مجيء المسيح، بل على العكس فقد حذر بولس من أنه ستأتي أزمنة صعبة في الأيام الأخيرة (2تي 3: 1) كما قال للتسالونيكيين أن مجيء الرب لابد أن يسبقه الارتداد وظهور إنسان الخطية (2تس2: 1-12)
وكل هذا يبطل الرأي القائل بأن الملك الألفي سيحدث قبل المجيء الثاني نتيجة الكرازة بالإنجيل.

الاتجاه الثالث: والباحث لا يتفق مع هذا الاتجاه ولا يؤيده. وهوالإتجاه الذي ينكر مُلك الألف سنة تمامًا, ويدعى Amillennium، ويتعامل مع النصوص بمدرسة تفسيرية يُطلق عليها مدرسة التفسير الروحي[25]، ويرى الألف سنة مجاز وقد تم تفنييد هذا في الفصل الأول من البحث،كما يُفسر النصوص التي تتكلم عن مُلك المسيح على أنها تتكلم عن مُلك روحي على المُجَدَدِين أو المولودين بالروح القدس، ويرى أن ملكوت المسيح يتحقق الآن في القلوب، والمسيح يملك الآن روحيًا على أورشليم التي هي كنيسته وقد تم إحلالها محل إسرائيل كأمة كما يؤمن مُعتنقي هذا الفكر بقيامة واحدة عامة للأبرار والأشرار معًا.[26] ويستند أصحاب هذا الرأي بصفة أساسية على قول المسيح: “مملكتي ليست من هذا العالم” (يو18: 33)، ويتجاهلون أن المسيح له المجد أضاف: “ولكن الآن ليست مملكتي من هنا” (يو18: 36) فإضافة كلمتي (لكن والآن) تفيد أن هذا النفي ليس مُطلقًا بل إلى حين.[27]

هذا ولا يتفق اتجاه إنكار الألف سنة مع الأدلة الكتابية، كالآتي:

1- كثير من النبوات التي تتكلم عن مُلك المسيح، تتكلم عن مُلكه على بيت يعقوب وعن جلوسه على كرسي داود أبيه (لو1: 32, 33) وهذا لم يحدث حتى الآن، ولا يمكن القول بأن الجلوس على كرسي داود هو الجلوس عن يمين الآب، لأن هذا غير مُثبت كتابيًا.
2- في المُلك الألفي يكون الخضوع للرب كليًا، على أن هذا غير مُتحقق الآن، ويقول كاتب العبرانيين ” على أننا لسنا نرى الكل بعد مُخضعًا له ” (عب2: 28)[28]
3- في المُلك الألفي يكون الشيطان مُقيدًا وفي الهاوية، وقد تم إثبات أن هذا غير حادث الآن.
4- تتحدث النبوات عن فترة يسود فيها السلام، وذلك حتى بالنسبة لمملكة الحيوان، فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي، وهذا غير مُتحقق الآن.
5- النص موضوع الدراسة يُعَلِم أن المُلك الألفي سيكون بعد القيامة الأولى، وأن هناك من المقامين فئة هم الذين لم يسجدوا للوحش، وواضح أن هذا لم يحدث حتى الآن، لأن الوحش لم يظهر حتى الآن.
6- عند الإمعان في النص موضوع الدراسة، يُلاحظ أن الوحي يُعرِّف القيامة الأولى بأنها القيامة التي فيها أمرين: عاشوا وملكوا، وعند الرجوع لأصل كلمة عاشوا في اليونانية نجدها الفعل الذي يُنطق (إيزيسان) وأصلها الفعل الذي يُنطق (زاو) و يُستخدم بمعنى ” يحيا أو يقوم ” إذ نجد نفس هذا الفعل هو المُستخدم في (1كو15: 21- 23) وهو نص يتكلم عن القيامة من الأموات, بل أن هذا الجزء تمت ترجمته في التفسير التطبيقي للعهد الجديد ” عادوا إلى الحياة وملكوا ” ومن الواضح بالطبع أنه حتى الآن لم يعد أيًا من المؤمنين إلى الحياة ليملك، وإنما سيتم هذا بعد القيامة الأولى التي هي موضوع الجزئية التالية من البحث.

القيامة الأولى، وعلاقتها بالألف سنة:

توضح الكلمة المُقدسة في الأعداد موضوع الدراسة أنه توجد قيامتان، الأولى ويُوصَف مَن له نصيب فيها بأنه مُبَارك ومُقَدَس، والقيامة الثانية ويقول عنها الوحي أنها بعد تمام الألف سنة “وأما بقية الأموات فلم تعِش حتى تتم الألف سنة” وقد تم توضيح المقصود بالفعل “تعش” على أنه “تحيا أو تقوم” وعلى هذا يُمكن ترجمة العدد الخامس “وأما بقية الأموات فلم تقم حتى تتم الألف سنة” وهذا يُبرهن على صحة الاعتقاد بالقيامتين. هذا ويُمكن تلخيص وجهات النظر الموجودة في هذا الموضوع إلى اتجاهين رئيسيين:

الاتجاه الأول: المُخالف للرأي القائل بالقيامتين، وهو الاتجاه اللاألفي، وهو ما لا يؤيده الباحث، ويؤمن معتنقو هذا الاتجاه بقيامة واحدة عامة تحدث في نهاية الأيام[29] وملخصها أن أجساد البشر جميعًا ستقوم من التراب في اليوم الأخير للمجد أو الهوان[30] ويفسرون القيامة الأولى على أنها تشير إلى انتقال الشخص من الموت إلى الحياة بالولادة الثانية[31] والكتاب المقدس يُجيب على هذا الاعتقاد الخاطيء بعدة أدلة، يُمكن إيجازها كالآتي:

1- النص موضوع الدراسة يُثبت إقتران القيامة بالمُلك، وعلى هذا لا يُمكن جعل هذه القيامة روحية.
2- لا يستقيم تفسير القيامة الروحية مع قيامة الذين قتلوا من أجل شهاده يسوع والذين لم يسجدوا للوحش، فلا يمكن ان يُقتل شخص جسديًا ثم بعد ذلك يولد بالروح القدس أو يتجدد، ولا يُعقل ان يموت شخص لأجل شهاده يسوع و هوغير مُقام روحيًا أى غير مولود ثانيةً وعليه فإنه ينتظر القيامة الروحية أو التجديد.
3- تظهر الرسالة إلى التسالونيكيين أنه عند مجيء المسيح فى الهواء فإن الذين سيقومون هم الأموات فى المسيح فقط ( 1 تس 4 : 16 ) مما يبطل فكرة القيامة العامة.
4- فى الرسالة إلى فليبى يقول الرسول بولس “لعلى أبلغ قيامة الأموات” ( فى 3 : 11 ) والطبيعى أنه إذا كانت القيامة هى قيامة عامة، لما تمنى بولس أن يبلغها، لأن الكلُ فى هذه الحالة سيبلغها، وهذا يدل على ان بولس كان يشتهى قيامة ستحدث لبعض الأموات وهى القيامة الأفضل (عب 11 : 35 ) أو القيامة الأولى.

الاتجاه الثاني: سبق ذكره، وهو ما يؤيده الباحث، وهو الاعتقاد بقيامتين، القيامة الأولى وتسبق المُلك الألفى والقيامة الثانية بعد المُلك الألفى للدينونة. هذا ولابد من التنويه إلى ان القيامة الأولى تحدث على مراحل أو كما قال بولس ” كل واحد فى رتبته ” ( 1كو 15 : 23 ) ، وحول مراحل القيامة الأولى توجد عده آراء:
– الرأي الأول: المسيح باكورة (1كو15: 23) ثم قيامة جميع المؤمنين الذين هم الكنيسة التى بدأت يوم الخمسين إلى أخر مؤمن عند الأختطاف. ( 1تس 4 : 16 ) وذلك قبل أسبوع الضيق، وأخيرًا قيامة قديسي فترة الضيقة مع قديسى العهد القديم، وذلك بعد أسبوع الضيقة، أى عند مجيء المسيح قبل المُلك الألفى.[32]
– الرأي الثاني: يختلف مع الأول حول توقيت قيامة قديسى العهد القديم، إذ يقول أنهم سيقومون مع الكنيسة قبل أسبوع الضيقة، وأن بعد أسبوع الضيق سيقوم قديسو فترة الضيقة فقط.[33]
– الرأي الثالث: وهو ما يميل إليه الباحث، المسيح باكورة (1كو15: 23) ثم في مُنتصف أسبوع الضيق يحدث اختطاف الغالبين من الكنيسة الذين هم باكورة الكنيسة أو المُستعدون للقائه المجيد على حد تعبير القس إبراهيم سعيد، الذي يَلذ له هذا الرأي[34]، وتجتاز بقية الكنيسة في الضيقة العظيمة، ثم تحدث القيامة الأولى في نهاية أسبوع الضيق، حيث يقوم فيها قديسو العهد القديم الذين قيل عنهم “لكي ينالوا قيامة أفضل” (عب 11) ومعهم قديسو العهد الجديد الغالبون ويصاحبهم قديسو الضيقة[35]، وأما بقية الكنيسة من غير الساهرين فيقامون بعد الملك الألفي في القيامة الثانية حيث يجدون أسمائهم مكتوبة في سفر الحياة.[36]
وواضح أن أول الآراء وثانيهما متفقان فيما عدا جزئية اختلاف صغيرة، وأما ثالث الآراء فيختلف عنهما كثيرًا، إذ أنه بحسب الرأي الثالث فإن مَن سيدخل الملك الألفي هم فئة معينة من الكنيسة وهم الغالبون ومعهم قديسو العهد القديم وقديسو الضيقة، أما الرأيين الأول والثاني فإن الداخلين للملك هم الكنيسة كلها ساهرون وغير ساهرون ومعهم قديسو العهد القديم وقديسو الضيقة. ويمكن استنتاج جذور للرأي الثالث في الكتابات المبكرة للآباء مثل رسالة بوليكاربوس إلى فيلبي وراعي هرماس.

ماهية الموت الثاني:

يُفسر لنا باقي الاصحاح العشرين ماهية الموت الثاني، إذ يصف في الأعداد (11- 15) كيف أن الأموات سوف يدانون بعد القيامة الثانية أمام العرش الأبيض العظيم. ويقول أن كل مَن لم يوجد مَكتوبًا في سفر الحياة طُرِح في بحيرة النار والكبريت، ويقول عن هذا الطرح في بحيرة النار “هذا هو الموت الثاني” (رؤ20: 14, 15).
ولكن كيف انتقلت الصورة من زمان الملك الألفي السعيد إلى الدينونة الرهيبة والموت الثاني؟ هذا هو موضوع الفصل القادم

الفصل الثالث

رؤ10: 7 – 10

في الأعداد موضوع الدراسة (7 – 10) يرد اصطلاح الألف سنة مرة واحدة، وذلك في العدد السابع. إذ يُوَضح ماذا سيحدث عند تمام الألف سنة، والذي يمكن ترتيبه بحسب ما جاء في الكلمة المقدسة كالآتي:
– يُحَل الشيطان من سجنه: وهو مؤكد سابقًا في (رؤ10: 3) إذ سيُطلق الشيطان من الهاوية التي حُبس فيها، وسيكون إطلاقه هذا لزمان يسير ولغرض مُحدد.
– الغرض من حَل الشيطان: يجيب العدد الثامن قائلاً: “ليُضل الأمم”، ويسرد هنري ثيسن موضحَاً هذا قائلاً: “ربما كان السبب هو إظهار عدم جدية بعض مَن خضعوا للمسيح خلال الألف عام وربما لإثبات أن قيد الشيطان ألف سنة في الهاوية لم يغير منه شيئًا”[37] وحول ماهية هذه الأمم التي سيضلها الشيطان، من الواضح أنهم وُلِدوا في أثناء الملك الألفي ولم يؤمنوا بالرب الملك بالحقيقة في قلوبهم، ولكنهم كانوا خاضعين خوفًا ورعبًا من الرب الملك (مز66: 3).[38]

– جوج و ماجوج: يستطرد الوحي المقدس قائلاً: “ليُضل الأمم في أربع زوايا الأرض: جوج وماجوج ليجمعهم للحرب الذين عددهم مثل رمل البحر”، وبالرجوع إلى سفر التكوين يتضح أن ماجوج هو اسم أحد أبناء يافث (تك10: 2) و”جوج و ماجوج” توجد في نبوات حزقيال، إذ يقول الرب: “يا ابن آدم، اجعل وجهك على جوج وأرض ماجوج رئيس روش ماشك وتوبال وتنبأ عليه” (حز38: 1). ويربط الكثير من المفسرين بين جوج وماجوج وأجزاء من الأرض في روسيا ومنغوليا وحدود ألمانيا الشرقية.[39]
– مُعسكر القديسيين أو المدينة المحبوبة: يُخبر الوحي المقدس أن الأمم الذين سيضلهم إبليس، وعددهم مثل رمل البحر، سيصعدون على معسكر القديسيين أو المدينة المحبوبة. والمدينة المحبوبة هي أورشليم المكتوب عنها “الرب أحب أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب. قد قيل بك أمجاد يا مدينة الله.” (مز87: 2, 3) وأيضًا ” البسي ثياب جمالك يا أورشليم المدينة المقدسة.” (اش52: 1) وإذ يحيط العدو وجيوشه بأورشليم، تنزل من عند الله نار من السماء وتأكلهم، ويُلقى إبليس في بحيرة النار والكبريت.
– بحيرة النار و الكبريت: ورد في سفر الرؤيا عن بحيرة النار والكبريت أنها الموت الثاني ( رؤ20: 14 , 21: 8) وهي مكان كل مَن لم يوجد أسمه مكتوب في سفر الحياة (رؤ20: 15) كما أنها المكان الذي يطرح فيه الوحش والنبي الكذاب (رؤ19: 20) ومعهم إبليس (رؤ20: 10) إلى أبد الآبدين. ويعلمنا الوحي المقدس أن العذاب في بحيرة النار والكبريت سيستمر لأبد الآبدين وذلك ينفي أي فكرة تقول بفناء الأشرار، فالأشرار لن يفنون لكن سيُعذبون إلى أبد الآبدين، بينما سينعم الأبرار مع الله الآب والابن والروح القدس إلى أبد الآبدين.

الخاتمة

“مُستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه، لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة
ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكًا وكهنة، فسنملك على الأرض” (رؤ5: 9, 10).
ستدوي كلمات هذه الترنيمة أمام العرش الإلهي، سترنمها الألسنة مُعترفة بفضل الذي خلصنا وجعلنا ملوكًا وكهنة، وبينما يدوي صوت ترنيمة المُلك، يُرى بريق تيجان لا حصر لها مُلقاة أمام العرش. فقد ألقاها الملوك المخلصين تحت أقدام ملك الملوك ورب الأرباب.
تثبت هذه الترنيمة، كما أثبت هذا البحث، أصالة الاعتقاد بالمُلك الألفي، حيث أن:

  • فترة الألف سنة هي ألف سنة حرفية، يُقيد فيها إبليس، إذ أنه ليس مُقيدًا الآن.
  • وإذ يُقيد إبليس، فإنه سيلقى في الهاوية التي هي السجن، ويملك المؤمنون مُلكًا حرفيًا على الأرض لمدة الألف سنة.
  • يوجد قيامتان: القيامة الأولى، قبل المُلك الألفي، وهي للمؤمنين الذين سيملكون، والقيامة الثانية بعد الملك الألفي للدينونة.
  • في نهاية الألف سنة، يُحل الشيطان مُدة يسيرة ليُضِل الأمم، ويحاصر المدينة المحبوبة التي هي أورشليم، تنزل نار من السماء وتأكل الأمم المُجتمِعَة على المدينة المحبوبة.
  • يُلقى الأشرار في بحيرة النار حيث يُعَذبون للأبد وهذا هو الموت الثاني، يُلقى إبليس في البحيرة المُتقدة بالنار والكبريت إلى أبد الآبدين.

وأخيرًا، إذ تأكد اليقين من حقيقة هذا الرجاء المُبارك، الملك الألفي، تتشدد القلوب ويعلو صوت المرنم قائلاً:

قومي عروس الرب لا       تعيي من السهد
لك عريس في العلا       و هو رجا المجد
و يأخذ الملك الذي      له على الجميع
و ستراه الأرض في         كرسيه الرفيع
و ستــــراك معه        في المجد والملك[40]

المراجع

  1. يوسف رياض، المسيح الملك، الغلاف الخلفي
  2. لبيب ميخائيل، مفاجآت المجيء الثاني، 112.
  3. متى المسكين، الحكم الألفي، 2.
  4. كلاي نوتال، محاضرات غير منشورة في علم التفسير، مساق رقم BIN500. معهد ناشونال للدراسات العليا، برنامج الدراسات العليا، 2007.
  5. متى هنري، التفسير الكامل للكتاب المقدس- العهد الجديد- ( الجزء الثاني)، 648.
  6. ابن كاتب القيصر، تفسير رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي، 313.
  7. جيمس أنس، علم اللاهوت النظامي، ترجمة منيس عبد النور، 188.
  8. رياض، 188.
  9. مايكل ولكوك، تفسير سفر الرؤية، ترجمة جاد المنفلوطي، 234.
  10. ليون موريس، تفسير سفر الرؤية، ترجمة شوقي غطاس، 252.
  11. فريز صموئيل، المسيح في الهاوية، 13.
  12. أنس, 515.
  13. دانيال البرموسي، و هم غلبوه، 186.
  14. المرجع السابق, 189.
  15. القيصر, 317
  16. الاسخاتولوجي هو التعليم عن الأخرويات أي العلم المختص بالأحداث الأخيرة.
  17. نيقية هو مجمع مسكوني عُقد لمواجهة بدعة هرطرقية تدعى بدعة أريوس عام 325 م.
  18. Philip Schaff, History of Christian Church. Vol.2 (Grand Rapids, MI: Christian Classics Ethereal Library, N.d.), 545.

  19. القيصر, 314 – 329
  20. طلعت فكري. الرجاء المبارك و مستقبل العالم, 113- 125
  21. ميخائيل, 129 – 134
  22. ابراهيم صبري. خطوة خطوة نحو نهاية العالم, 116- 117
  23.  نصرالله زكريا.المجيءالثاني للمسيح بين الادعاءات الصهيونية و الحقائق الكتابية, 197
  24. دائرة المعارف الكتابية. المحرر: وليم وهبه.الجزء الأول, 369
  25. زكريا, 207
  26. ولكوك, 234 – 240
  27. صبري, 100- 101
  28. رياض, 28
  29. زكريا, 210
  30. أنس, 714
  31. ولكوك, 238
  32. مخائيل، 57 – 77
  33. رياض، 131
  34. ابراهيم سعيد. فتح السفر المختوم– الجزء الثاني, 7
  35. صموئيل مشرقي. الباكورة و الاختطاف الباكر, 155
  36. واتشمان ني. آمين تعال أيها الرب يسوع. ترجمة إدوارد ناثان, 204
  37. هنري ثيسن. محاضرات في علم اللاهوت النظامي. ترجمة فريد فؤاد عبد الملك, 682
  38. رياض, 142
  39. ني, 201
  40. فكري, 106

 

دكتور ثروت ماهر

دكتوراه في اللاهوت التجديدي وتاريخ الكنيسة (PhD)– جامعة ريجينت – فيرجينيا
العميد الأكاديمي لكلية لاهوت الإيمان بمصر،
ومدرس الدراسات الوسلية والخمسينية بكليات اللاهوت المصرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عن المؤلف

Picture of د. ثروت ماهر
د. ثروت ماهر
الدكتور ثروت ماهر هو رجل نهضات وخادم متفرغ للوعظ والتعليم والكتابة والبحث اللاهوتي. حصل على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية من جامعة الزقازيق، ثم بكالوريوس الدراسات اللاهوتية بامتياز من كلية اللاهوت الإنجيلية بالقاهرة، ثم درجة ماجستير اللاهوت بامتياز من الكلية نفسها. وبعد ستة سنوات من الدراسة بجامعة ريجينت بفرجينيا، حصل الأخ ثروت على درجة الدكتوراة بامتياز في اللاهوت والتاريخ (PhD) من جامعة ريجينت في مارس ۲۰۱۹. كما يخدم د. ثروت ماهر في منصب العميد الأكاديمي بكلية لاهوت الإيمان الوسلية بميدان فيكتوريا منذ عام ٢٠١٩، وهو عضو بلجنة اعتماد كليات اللاهوت الدولية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أسس دكتور ثروت ماهر، وزوجته جاكلين عادل، في سبتمبر عام ٢٠١٦، خدمة السماء على الأرض وهي خدمة تعليمية تعبدية لها اجتماع أسبوعي بكنيسة المثال المسيحي بشبرا.