المرأة التي أعطت الفلسين، كانت تعطي من إعوازها بحب حقيقي للرب.
لم تكن تعرف أن الرب في نفس الوقت جالسًا تجاه الخزانة يراقبها، ويهتم بما تصنعه ويفرح جدًا لأمانتها وتضحيتها لأجله..
ما فعلته هذه المرأة البسيطة صار فعلاً يتأمل فيه الأجيال لمئات بل وآلاف السنين.. صار درسًا لمس به الرب ومازال يلمس ملايين النفوس لأجل تكريس أعمق وتسليم حقيقي للرب.. لم تعلم هذه المرأة البسيطة أنها بينما تمد يدها لتسقط فلسين في الخزانة، يمد الرب يده من خلالها ليُشكل ملايين النفوس.. أنا وانت أيضًا نستطيع بالحب أن نعطي أيادينا وأفواهنا وأعيننا وأقدامنا للرب، ليلمس بها الرب النفوس من خلال طاعتنا، ويشكل التاريخ من خلال أفعال الحب الخارجة منا.. التاريخ يتشكل بالحب..
بحبه لنا؛ بتجسده وموته وقيامته لأجلنا، تشكل تاريخ الإنسانية، صار هناك قبل/ بعد الميلاد، ميلاد ربنا يسوع المسيح، حبه لنا شكّل التاريخ.. التاريخ يتشكل بالحب.. وحبنا له، الذي هو مصدره، يمكن أيضًا أن يشكل التاريخ.. أفعال طاعتنا له، أفعال حبنا له، مازالت تشكل التاريخ..
إمرأة بسيطة تعطي فلسين تشترك في تشكيل التاريخ، فعل الحب يتحول لفعل نبوي يؤثر في أجيال وأجيال، ويستخدمه الرب ليشعل ملايين النفوس بالروح. قد يكون من بين تلك النفوس التي أشعلها الرب مُستخدمًا الفلسين، مٓن صنع نهضة في بلد ما، أو مٓن سافر في إرسالية ليغير وجه مدينة، أو مَن كتب كلمات يستخدمها الرب لتكريس ملايين!! فلسين أعطتهما إمرأة فقيرة للرب، بحب حقيقي، يستخدمهما الرب في تشكيل التاريخ.. هذا هو عطاء النسور!!
وهذه هي قوة الفعل النبوي الخارج من حب العروس للعريس الآت عن قريب.. آمين تعال أيها الرب يسوع..
ماران آثا..