كم يشتاق الرب أن يشعلنا بنيرانه، لنحيا حياة فوق طبيعية ممتلئة بثمار الروح ومواهبه التي بحسب قلب الله!
في العهد القديم، كانت مشيئة الرب لشعبه أن يلتحم شعب الرب بالنار الإلهية على جبل حوريب، وأن يدخل الشعب في علاقة مباشرة مع الرب، ويتكلم الرب مع شعبه وجهًا لوجه (تث٥: ٤)، مثلما يتكلم مع موسى (راجع خر١٩ مع تث ٥)..
في خر ١٩، الرب وضع تعليمات وتحذيرات للشعب لئلا يقترب إلى الجبل بدون سماع صوت البوق، “أَمَّا عِنْدَ صَوْتِ الْبُوقِ فَهُمْ يَصْعَدُونَ إِلَى الْجَبَلِ” (خر١٩: ١٣).. كانت مشيئة الرب للشعب أن يلتحم بالنار الإلهية عند سماع صوت البوق في اليوم الخمسين من ذبح خروف الفصح والخروج من أرض مصر (١٧ يوم من الشهر الأول + ٣٠ يوم الشهر الثاني + ٣ أيام الشهر الثالث – راجع خر١٩: ١، ١٦).. كما كان ذبح خروف الفصح إشارة نبوية عن “فصحنا المسيح” الذي ذُبِح لأجلنا، كان اختبار جبل حوريب مُعَد ليكون بمثابة إشارة نبوية عن يوم الخمسين!! ولكن الشعب خاف من النيران الإلهية فرفض الصعود إلى الجبل وطلب من موسى أن ينوب عنه (راجع تث ٥: ٥، ٢٣- ٣٠).. لم يدرك الشعب مكانته وهويته، لذا رأى الرب أن رغبتهم تتناسب مع مقدار إدراكهم وأجاز لهم ما أرادوه!
وتَمُر مئات السنين، وفي ملء الزمان يأتي يسوع المسيح، كلمة الله المُتجسد، الحمل المذبوح لأجلنا، ويُصلب الرب يسوع فصحنا الحقيقي، وفي اليوم الخمسين من صلبه وموته لأجلنا، يأتي الروح الناري على المجتمعين في العلية.. وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على رؤسهم.. مجدًا للرب!! قَبِل التلاميذ معمودية الروح والنار.. إتحدوا بالنيران الإلهية، وصار هذا الموعد لنا ولأولادنا.. معمودية الروح الناري، التي كتب عنها القديس أنطونيوس، من القرن الرابع، مُشجعًا أولاده الرهبان أن يقبلونها: “يا أولادي.. إقبلوا الروح الناري الذي قبلته أنا!!”.. نيران الرب التي إذ تقبلها نصير أُناس آخرين!! نتقدس ونشتعل بحياة المسيح التي تُشِع بنيران الروح.. النيران الإلهية التي، والتي وحدها، تُمكنا من إتمام قصد الرب ودعوته العليا لحياتنا.. لنَقبَل نيران الرب.. لنَقبَل نيران الرب يا إخوتي!! لا غنى عن نيران الرب لإتمام مقاصد الرب في هذه الأيام الأخيرة!
لنمتليء بالروح القدس – الروح الناري – الذي يُغير الامتلاء به ومنه جوهر وشكل الحياة.. في اسم الرب يسوع.. آمين